مخاطر التدخين: عواقب العادة الضارة
يناير 13, 2024 2024-01-14 22:57مخاطر التدخين: عواقب العادة الضارة
يدخل الأشخاص في معارك مستمرة مع إدمان التدخين؛ حيث تتسبب هذه العادة الضارة في انتشار سموم تؤثر بشكل خطير على الصحة العامة، ويُعد التدخين أحد أكبر التحديات الصحية التي تواجه الأفراد والمجتمعات، وتتعدد أضرار التدخين التي يمكن أن تنهي حياة الإنسان.
التدخين
يُعتبر التدخين أحد العوامل المؤدية للوفاة حيث يمكن أن تنهي حياة 6 مليون فرد سنويًا، ومن المتوقع أن يتزايد هذا العدد إلى أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، ويُعد التدخين من أخطر العوامل التي تساهم في الكثير من الأمراض، وتشكل مكافحة التدخين جزءً أساسي من استجابة منظمة الصحة العالمية لتحديات الأمراض غير المعدية على مستوى العالم.
تشمل الأمراض الناتجة عن أضرار التدخين أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الرئة المزمنة وداء السكري وغيرها من الأمراض، ويسهم الحد من استهلاك التبغ بشكل كبير في الجهود العالمية المبذولة لتحقيق هدف التنمية، والذي يتمثل في تقليل نسبة الوفيات المبكرة الناتجة عن الأمراض غير المعدية بنسبة الثلث.
أضرار التدخين على الجسم
تتعدد المخاطر التي تنتج عن أضرار التدخين وتشمل:
أضرار التدخين على الأوعية الدموية والقلب
- يتسبب التدخين في الضرر بجميع أجزاء القلب والأوعية الدموية حيث يعمل النيكوتين على تضييق الأوعية الدموية مما يُحدث عرقلة في تدفق الدم على المدى البعيد، وتشمل الآثار الضارة للتدخين على جهاز القلب تلف الأوعية الدموية.
- يمكن أن يؤدي التدخين إلى تلف الأوعية الدموية مسببًا حالة تعرف باسم الشريان المحيطي، ويحدث هذا نتيجة لتراكم الطبقات داخل الشرايين الكبيرة والمتوسطة في الأطراف.
- يساهم التدخين في زيادة ضغط الدم وهو من عوامل الخطر الرئيسية للأمراض القلبية والسكتات الدماغية وجلطات الدم.
- يمكن للتدخين أن يضعف جدران الأوعية الدموية مما يجعلها أقل مقاومة للتمدد والانكماش الطبيعيين.
أضرار التدخين على الجهاز الهضمي
يؤثر التدخين على كافة أعضاء الجسم ويزيد من خطر الإصابة بالكثير من أنواع السرطانات مثل سرطان الفم والحلق والحنجرة والمريء والبنكرياس، وينطبق هذا الخطر على الأشخاص الذين يتعرضون للتدخين السلبي؛ حيث يزيد ذلك من احتمالية الإصابة بأنواع مختلفة من الأورام؛ بالإضافة إلى ذلك يؤثر التدخين على مستويات الأنسولين في الجسم مما يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، وهذا العامل يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري.
أضرار التدخين على الجهاز التناسلي
يؤثر النيكوتين على تدفق الدم إلى المناطق التناسلية لكل من الرجال والنساء مما يتسبب في تأثيرات مختلفة على الجنسين:
- الرجال: يؤثر النيكوتين بالسلب على الأداء الجنسي للرجال؛ حيث يمكن أن يقلل من تدفق الدم إلى منطقة الأعضاء التناسلية، وقد يساهم ذلك في تقليل مستويات الهرمونات الجنسية الذكورية مثل هرمون تستوستيرون مما يؤثر على القدرة والرغبة الجنسية.
- النساء: يمكن للنيكوتين أن يؤدي إلى عدم الرضا الجنسي عند النساء؛ حيث يؤثر على تدفق الدم إلى المناطق التناسلية ويقلل من القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية، ويمكن أن يتسبب في تقليل مستويات الهرمونات الجنسية الأنثوية مثل الاستروجين؛ الهرمون الذي يلعب دورًا مهمًا في صحة الجهاز التناسلي الأنثوي.
أضرار التدخين على الجهاز العصبي المركزي
يُعتبر النيكوتين مادة منبهة وواحدة من أهم العناصر الرئيسية في التبغ ويؤثر بشكل رئيسي على عمل الجهاز العصبي المركزي ويؤثر بالسلب عليه من خلال:
- يُعد النيكوتين من العوامل المسؤولة مباشرةً عن إدمان التدخين؛ حيث يؤثر على نظام المكافأة في الدماغ ويشعر المدخن بالمتعة.
- يتم امتصاص النيكوتين عبر الرئتين ويصل إلى الدماغ عن طريق الدورة الدموية ويعزز ذلك تحفيز نظام الإفراج عن الدوبامين في الدماغ.
- بعد تلاشي تأثير النيكوتين يمكن أن يشعر المدخن بأعراض انسحاب مثل فقدان التركيز والعصبية وآلام الرأس وزيادة الشهية والدوار.
- قد تظهر أضرار التدخين على جسم المدخن في شكل مشاكل في التركيز والعصبية المتزايد والقلق والاكتئاب.
- يؤدي التدخين إلى مشاكل في النوم مما يتسبب في اضطرابات وقلة النوم.
طرق الإقلاع عن التدخين
يتطلب إقلاع التدخين تحديد القرار واتخاذ خطوات فعالة نحو التخلص من هذه العادة الضارة؛ إليك بعض النصائح والخطوات التي يمكن أن تساعدك في رحلتك نحو الإقلاع والتخلص من أضرار التدخين:
- تحديد القرار: يُعد قرار التوقف عن التدخين هو الخطوة الأولى والأهم؛ لذلك يجب اتخاذ القرار بقلب مفتوح والتركيز على الفوائد الصحية والشخصية التي سيحققها الفرد بالإقلاع عن هذه العادة.
- التخلص من منتجات التبغ: يجب التخلص من جميع السجائر والمستلزمات المتعلقة بالتدخين التي قد تكون لدى الأشخاص، وهذه الخطوة تساعد في تقليل الفرصة للعودة إلى التدخين.
- وضع استراتيجية إقلاع فعالة: يجب وضع خطط محكمة لكيفية التعامل مع رغبات التدخين، ويمكن أن تتضمن هذه الخطط استخدام بدائل النيكوتين مثل العلكة النيكوتينية وتحديد استراتيجيات لتجاوز مواقف محفزة على التدخين.
- التأمل والاسترخاء: السعي لتعلم تقنيات التأمل والاسترخاء من الممكن أن يساعد في التغلب على التوتر والتوجيه لأسلوب حياة صحي بدلاً من اللجوء إلى التدخين.
- التحفيز والتشجيع: السعي للحفاظ على التحفيز والحصول على دعم من الأصدقاء والعائلة الأشخاص المقربين ومشاركتهم القرار السليم بالإقلاع عن التدخين، وطلب الدعم عند الحاجة.
- التحدث إلى أخصائي صحي: من الأفضل استشارة أخصائي صحي أو مستشار إقلاع عن التدخين للحصول على نصائح إضافية ودعم لضمان نجاح رحلة الإقلاع.
- النشاط البدني: البدء في ممارسة الرياضة بانتظام؛ حيث يساعد النشاط البدني على تقليل التوتر وزيادة الشعور بالراحة مما يجعل من الأسهل التغلب على رغبة التدخين.
- المكافأة الذاتية: وضع مكافأة ذاتية عند تحقيق أهداف الإقلاع عن التدخين لأن ذلك يمكن أن يكون من الدوافع الإضافية للبقاء في مركز قوة، ويجب التذكر دائمًا أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يكون تحديًا، لكن مع التصميم والدعم المناسب بالتأكيد سيتم تحقيق النجاح في هذه الرحلة.
أعراض الإقلاع عن التدخين
يواجه الأفراد الذين يحاولون الابتعاد عن التدخين أعراض انسحاب صعبة؛ حيث يُعتبر النيكوتين مادة تسبب الإدمان، وهذه الأعراض قد تكون تجربة مختلفة من شخص لآخر لكنها عادةً تتضمن:
- الرغبة في التدخين: شعور بالرغبة القوية في استهلاك النيكوتين.
- الشعور بالضيق والتوتر: قد يشعر الشخص بالتوتر والضغط النفسي نتيجة للابتعاد عن النيكوتين.
- زيادة الشهية: بعض الأشخاص يلاحظون زيادة في الشهية ورغبة في تناول الطعام.
فوائد الإقلاع عن التدخين
توجد كثير من الفوائد التي تعود على صحة الأشخاص الذين نجحوا في الإقلاع عن التدخين تتمثل في:
- بعد 20 دقيقة: انخفاض معدل نبضات القلب وضغط الدم.
- بعد 12 ساعة: انخفاض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم إلى المستوى العادي.
- بعد أسبوعين إلى 12 أسبوعا: تحسين دورة الدم وزيادة وظيفة الرئتين.
- بعد شهر واحد إلى 9 أشهر: انخفاض في السعال وضيق التنفس.
- بعد سنة واحدة: انخفاض بنسبة النصف في احتمالية التعرض لمرض القلب التاجي.
- بعد 5 سنوات: انخفاض احتمالية التعرض للسكتة الدماغية إلى مستوى الأفراد غير المدخنين.
- بعد 10 سنوات: انخفاض احتمالية تعرضك لسرطان الرئة بنسبة تقارب النصف. انخفاض احتمالية التعرض لسرطانات الفم والحلق والمريء والمثانة والعنق والبنكرياس.
- بعد 15 سنة: انخفاض احتمالية تعرضك للسكتة الدماغية إلى مستوى الأفراد غير المدخنين.
تُبرز هذه الفوائد أهمية الإقلاع عن التدخين في تحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة المرتبطة بالتدخين.
يظهر بوضوح أن التدخين يتسبب في أضرار شاملة على الصحة البشرية، وإنه عادةً يتسبب في أمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويؤثر على جميع جوانب الحياة اليومية والوظائف الحيوية للجسم، وأضرار التدخين لا تقتصر فقط على المدخنين بل تمتد أيضًا إلى الأفراد الذين يتعرضون للتدخين السلبي. لذلك يجب أن نعتبر التدخين ليس فقط من التحديات الصحية الفردية ولكن أيضًا مسؤولية اجتماعية؛ تابع الموقع الطبي DR-HERO للتعرف على معلومات صحية يومية.
الأسئلة الشائعة
متى تظهر أضرار التدخين على الجسم؟
في فترة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أشهر، ويُعتبر التدخين أحد العوامل الرئيسية المساهمة في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ وفقًا للبيانات المقدمة من منظمة الصحة العالمية (WHO) يُعتبر التدخين من الأسباب المباشرة لحوالي عشرة أمراض قلب وشرايين، ويمثل السبب الثاني في ارتفاع نسب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد ارتفاع ضغط الدم وتطوير أضرار التدخين.
كم مدة تعافي الجسم من التدخين؟
بعد فترة تتراوح بين 5 و10 سنوات من الإقلاع عن التدخين تتحقق تحسينات كبيرة في الصحة العامة؛ حيث ينخفض خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق والحنجرة إلى النصف، وينخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وبعد 10 سنوات من الإقلاع عن التدخين تكون التحسينات أكبر حيث يقل خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى حوالي نصف الخطر الذي يتعرض له الشخص الذي لا يزال يدخن، وبعد 15 عام ينخفض خطر الإصابة بسرطان المثانة والمريء والكلى.
مقالات ذات صلة
- دليل شامل حول الإسعافات الأولية للخدوش والجروح
- أفضل دواء لعلاج تساقط الشعر وارتفاع ضغط الدم
- دليل شامل لتحسين النشوة عند النساء
- دليل شامل للتعامل مع المراهقين بشأن قضايا الجنس
- كيفية التخلص من ضعف الشهوة والانتصاب
- أهم الدورات والكورسات التي يحتاجها طالب طب
- الأهمية القصوى للمخ والأعصاب في الطب
- الدور الحيوي لأطباء التخدير في العمليات الجراحية
- أهمية الصحة النفسية في علاج الاضطرابات
- أهمية الوراثة في تشخيص الأمراض وتحديد العلاج
تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة
المصادر
https://www.moh.gov.sa/awarenessplateform/HealthyLifestyle/Pages/Smoking.aspx