كيفية التخلص من الآلام المزمنة
أبريل 17, 2024 2024-04-18 22:08كيفية التخلص من الآلام المزمنة
يُعتبر الألم المزمن من التجارب الشاقة والمعقدة التي يمكن أن تؤثر على حياة الكثير من الأفراد، ويمكن أن تكون للألام المزمنة تأثيرات جسدية ونفسية عميقة، مما يؤثر على جودة الحياة والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية، وعلى الرغم من تقدم الطب الحديث والتكنولوجيا الطبية فإن الألم المزمن لا يزال يشكل تحدي كبير للأفراد والمجتمعات على حد سواء.
الألم المزمن
الألم المزمن هو الألم الذي يستمر لمدة تزيد عن 3 أشهر، وقد يظل موجود لأكثر من شهر بعد تعافي الإصابة أو المشكلة التي سببته، كما يمكن أن يتكرر حدوثه لفترات تصل إلى أشهر أو سنوات، وقد يترافق مع اضطرابات مزمنة مثل السرطان والأورام أو التهابات المفاصل أو مرض السكري أو الألم العضلي الليفي.
قد يحدث الألم المزمن نتيجة لزيادة حساسية الأعصاب تجاه الألم، حيث يتم تحفيز الألياف العصبية بشكل مستمر، مما يؤدي إلى تغيير في بنية الأعصاب وزيادة نشاطها، وبالتالي يمكن أن يشعر الشخص المصاب بألم حتى من المحفزات التي لا تسبب ألم في العادة، وتُسمى الآثار الناتجة عن هذا التحفيز المتكرر بإسم التحسيس، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تصبح بعض مناطق الجسم أكثر حساسية للمس وتكون مؤلمة وهذه النقاط تُعرف بنقاط التحفيز، حيث يمكن لملامستها أن تسبب شعور بالألم ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.
أسباب الآلام المزمنة
في الأغلب يكون الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن يواجهون مشاكل في نظام الأعصاب والغدد التي يستخدمها الجسم للتعامل مع الإجهاد، مما يؤدي إلى الشعور بالألم بشكل مختلف، وبالتالي يمكن اعتبار الاستجابة للألم استجابة مكتسبة، كما يرتبط الألم المزمن غالبًا بعدة حالات تتمثل في:
الأسباب الصحية للألم المزمن
تتمثل هذه الأسباب في عدة إصابات واضطرابات مثل صداع الرأس والتهابات المفاصل والسرطان وآلام الأعصاب وآلام الظهر والتواءات العضلات والتهاب العضلات الليفية وتلف الأعصاب والإصابات مثل الكسور والارتجاع الحمضي والتقرحات والتهابات الأمعاء ومرض التهاب القولون وبطانة الرحم المهاجرة والعمليات الجراحية والتهاب المثانة الخلالي والتهاب الأعضاء التناسلية.
الأسباب العاطفية
تتمثل في الاضطرابات المختلفة مثل الاكتئاب والغضب والقلق والخوف من إعادة التعرض للإصابة، كما توجد بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالألم المزمن مثل التقدم في العمر والعوامل الوراثية الإصابات السابقة والخضوع لعمليات جراحية والتعرض المتكرر للإجهاد والافراط في التدخين والسمنة.
أعراض الألم المزمن
يمكن أن تحدث الآلام المزمنة في أماكن مختلفة من الجسم عند أشخاص مختلفين مثل الظهر عند بعضهم ورؤوس الأصابع لدى آخرين ويتنوع الشعور بالألم أيضًا، حيث يمكن أن يكون نابض أو طاعن أو واخز، ومن الممكن أن يكون مستمر أو متقطع وتختلف شدته من شخص لآخر.
بالإضافة إلى ذلك قد يعاني الأشخاص المصابين بألم مزمن في أغلب الأحيان من التعب ومشاكل كثيرة في النوم، ومن الممكن أن يفقدوا شهيتهم للطعام أو حاسة الذوق، وقد يخسرون الوزن أو يشعرون بتقلص في الرغبة الجنسية، وتتطور هذه المشاكل بشكل تدريجي، وقد يمنع الألم المستمر الأشخاص من ممارسة روتينهم اليومي والأنشطة التي يستمتعون بها، مما يؤدي في بعض الحالات إلى الوصول إلى الاكتئاب والقلق، ويمكن أن يتوقف هؤلاء المرضى عن ممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة، وقد ينعزلون عن المجتمع ويصبحون منغمسين في حالتهم الصحية.
طرق تشخيص الألم الزمن
في البداية من الممكن أن يقوم الطبيب المختص بسؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها ويطرح عليه بعض الأسئلة الأخرى مثل ميعاد بدء الألم وفي أي منطقة في الجسم يحدث، ووصف الشعور بالألم ومدى شدته والأمور التي تسبب الألم أو تزيده سوء، كما توجد بعض طرق التشخيص التي يمكن أن يعتمد عليها المختص في تشخيص الحالة مثل:
- التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير عن طريق الأشعة السينية للحصول على صور تفصيلية للأعضاء والتراكيب داخل الجسم.
- تحليل وفحص الدم لتقييم الوضع الصحي العام، وتخطيط كهربية العضلات لاختبار نشاط العضلات، ودراسات التوصيل العصبي لتقييم وظائف الأعصاب، واختبارات السائل الشوكي وفحص البول لاستبعاد أسباب محتملة للألم.
كيفية العلاج والتخلص من الألم المزمن
الأدوية
يمك أن تقدم بعض العلاجات للآلام المزمنة مجموعة متنوعة من الخيارات بما في ذلك العلاج والإجراءات الطبية تتمثل في:
- العلاج عن طريق الأدوية: يتم ذلك عن طريق وصف الطبيب لمسكنات الألم غير الأفيونية التي تشمل بعض الأدوية مثل الأستامينوفين والأسبرين والإيبوبروفين، والتي يمكن للمصاب الحصول عليها دون وصفة طبية أو بوصفها من خلال الطبيب الصيدلي.
- مسكنات الألم الأفيونية: تشمل هذه الأدوية المورفين والكوديين والهيدروكودون، والتي لا يجب أنا لها إلا بوصفة طبية.
- مضادات الاكتئاب ومضادات الاختلاج: يمكن استخدامها لتحسين التوازن الكيميائي في الدماغ وتقليل مدى الألم.
- العلاج بالكورتيكوستيرويد: يتم استخدامه لتقليل الالتهابات والتورمات التي ترتبط ببعض أنواع الألم المزمن.
- مرخيات العضلات: يمكن أن تساعد في تخفيف العضلات المتوترة والتقليل من الألم.
- المراهم الموضعية: يمكن استخدامها لتخفيف الألم والتهيج المحلي
الإجراءات الطبية
- التحفيز الكهربائي عبر الجلد: يتم استخدامه لإرسال صدمات كهربائية خفيفة إلى الأنسجة المتضررة لتقليل الألم.
- كتلة العصب: تعمل هذه على تخفيف الآلام عن طريق حقن محلول يعمل على تخدير العصب المسؤول عن نقل إشارات الألم.
- حقن الستيرويد فوق الجافية: يتم ذلك عن طريق حقن الستيرويد في منطقة حول العصب المتضرر لتقليل الالتهاب والألم.
- الوخز بالإبر: يمكن استخدام هذا الإجراء لتحفيز نقاط معينة في الجسم لتخفيف الألم.
- العلاج بالارتجاع البيولوجي: يستخدم لتحفيز الحبل الشوكي وتقليل الألم الذي ينتج عن الإصابة بالألم المزمن.
- الجراحة: قد يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية في بعض الحالات المعينة لتصحيح الإصابات والمشاكل التي تسبب الألم المزمن.
نصائح DR-HERO للوقاية من الألم المزمن
يوفر الموقع الطبي DR-HERO بعض النصائح والتوجيهات للحد من الإصابة بالألم المزمن، حيث أنه من الصعب منع الألم المزمن بشكل نهائي، لكن يمكن العمل على تجنب المسببات المحتملة له، وتشمل الإرشادات المتوفرة ما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم والحفاظ على وزن صحي والسعي للتخلص من السمنة المفرطة لتقليل خطر الإصابة بالألم المزمن.
- الحصول على قسط كافي من النوم والراحة لتجنب الشعور بالتوتر والألم المزمن.
- المشاركة بشكل مستمر في الأنشطة اليومية لتحسين المزاج وتقليل التوتر.
- الاقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول و المخدرات وتجنب التعرض للتدخين السلبي، حيث يمكن أن يزيدوا من خطر الإصابة بالألم المزمن.
يظل الألم المزمن من الأحيان الكبيرة التي تتطلب اهتمام شامل من قبل الأفراد والمجتمعات والمؤسسات الطبية، ويجب السعي إلى فهم أعمق لطبيعة الألم المزمن وتأثيراته على الأفراد والبحث عن الحلول الفعّالة لمعالجته وإدارته، ومن خلال العمل المشترك والتوعية المستمرة يمكن تقديم الدعم والرعاية للأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن وتحسين جودة حياتهم ورفاهيتهم بشكل عام.
الأسئلة الشائعة
ما هو سبب الألم في كامل الجسم؟
يمكن أن يكون التوتر أو الضغط النفسي والنشاط البدني المفرط أو الجهد الجسدي لفترات طويلة والتواء أو شد جزء من أجزاء العضلات والإصابة بمتلازمة الألم العضلي التليفي من العوامل التي قد تسهم في ظهور الألم المزمن.
كيف أتخلص من الألم المزمن؟
يمكن تغيير بعض أنماط الحياة للمساعدة في تخفيف الألم المزمن مثل العلاج البدني، حيث يساعد في تقوية العضلات وتحسين مرونة الجسم، مما يمكن أن يسهم في التخفيف من الألم ويحسن من الوظيفة الحركية، كما يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في تعلم استراتيجيات التعامل مع الألم وتحسين الصحة النفسية بشكل عام، ويمكن الاعتماد على تمارين التنفس العميق لأنها يمكن أن تساهم في الاسترخاء وتهدئة الجسم وتقليل التوتر والألم، ويمكن للتأمل أن يسهم في تهدئة العقل وتقليل التوتر والتركيز على اللحظة الحالية، مما يمكن أن يخفف من الألم وتحسين الراحة.
ما الفرق بين الالم المزمن والحاد؟
الألم المزمن هو الألم الذي يستمر لفترة طويلة تتجاوز ثلاثة أشهر وقد يكون مستمر أو متكرر، كما يمكن للألم المزمن أن يكون ناتج عن حالات صحية مزمنة مثل التهابات المفاصل أو أمراض السكر أو الألم العصبي، أو متلازمة الألم العضلي أو يمكن أن يكون ناتج عن إصابة معينة تسببت في تغييرات في النظام العصبي أو في الأنسجة الجسدية، كما يمكن للألم المزمن أن يؤثر على نوعية الحياة بشكل كبير ويحتاج إلى إدارة متعددة الجوانب بما في ذلك العلاجات الطبية والتدابير الذاتية مثل التغييرات في نمط الحياة وتقنيات إدارة الألم.
ما هي أنواع الألم؟
الألم هو تجربة شخصية تختلف من شخص لآخر، ويمكن تصنيفه بناءً على الطبيعة والشدة إلى عدة أنواع منها الألم المتواصل والعميق وهو الألم الذي يكون مستمر ويشعر به الشخص في عمق جسده مثل ألم الظهر الذي يكون شديد ومستمر، والألم القطعي هو الألم الذي يأتي ويذهب بشكل متقطع مما يشبه شعور الشخص بأنه يتعرض لقطع من السكين، ويمكن أن يكون هذا النوع من الألم مرتبط بتقلبات في الحالة الصحية أو النشاط الجسدي.
الألم الحاد والشديد وهو الألم الذي يحدث مرة واحدة وبشكل مفاجئ ويكون شديد مثل المغص الكلوي الذي يمكن أن يكون مؤشر على مشكلة صحية خطيرة ويتطلب البحث الطبي الفوري، والألم الملتهم وهو الألم الذي يشبه شعور الشخص بأن جسمه يتعرض للحرقة أو التآكل مثل ألم حرقان المعدة الذي يمكن أن يكون ناتجاً عن التهابات المعدة أو التقرحات المعدية.
مقالات ذات صلة
- كل ما تحتاج إلى معرفته عن التشخيص والعلاج وتحديات الرعاية للزهايمر
- طرق فعالة لعلاج فقدان الشعر وتساقطه
- كيفية التخلص من وجود هالات تحت العينين
- دليل شامل حول مرض الصدفية: تحديات وحلول مبتكرة
- دليل شامل عن التهاب الجلد التأتبي (إكزيما)
- التهاب الجلد: دليل شامل وطرق علاج فعالة
- كيفية التعامل مع الاكتئاب عند المراهقين: أبرز التحديات والحلول
- التأثيرات النفسية لانخفاض الدافع الجنسي عند النساء
- طرق التعامل مع اضطرابات الشخصية الحدية
- دليل شامل حول التهابات العصب الوركي
تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة
المصادر
https://www.mayoclinic.org/ar/chronic-pain-medication-decisions/art-20360371