يؤثر سرطان الحلق على مختلف أجزاء الحلق مثل الحنجرة واللوزتين واللسان، وتتسبب الخلايا التي تنمو بشكل غير طبيعي في تكوين الأورام، وإذا لم يتم زيارة الطبيب ليبدأ في التشخيص والعلاج المبكر من الممكن أن يؤدي ذلك إلى وصول الحالة للإصابة بسرطان الحلق مع مصاحبته مضاعفات صحية خطيرة.

ما هو سرطان الحلق

من أخطر أنواع السرطانات حيث يكون نمو غير طبيعي للخلايا في بعض المناطق الحيوية في الجسم مثل الشفاه واللسان والحلق؛ كما يمكن أن تظهر هذه السرطانات على شكل كتل أو قروح مفتوحة، وقد يكون لديها تأثيرات واسعة على جسم المصاب إذا لم يتم التعرف عليها وسرعة علاجها في وقت مبكر قبل تطورها.

ويلجأ الأطباء إلى اجراء بعض الفحوصات للخلايا وتحديد نطاق الإصابة والورم وذلك من أجل التشخيص الدقيق لسرطان الحلق، ويتطلب ذلك الفحص الدوري المستمر، والوعي الصحي لأهميته الكبيرة في الكشف المبكر عن أي تغييرات غير طبيعية تحدث داخل الفم.

أسباب الإصابة بسرطان الحلق

ينشأ سرطان الحلق نتيجة تعرض خلايا الحلق لبعض الطفرات الجينية؛ حيث تؤدي هذه الطفرات إلى نمو غير طبيعي يصعب السيطرة عليه من الخلايا ويستمر النمو بشكل غير منتظم، ويساعد ذلك النمو في تكوين ورم في الحلق.

لا يُعرف السبب الرئيسي لتكون الطفرات والإصابة بمرض سرطان الحلق لكن هناك بعض عوامل الخطر التي قد تسبب الإصابة به وتشمل هذه العوامل:

1. التدخين وتعاطي منتجات التبغ.
2. الإفراط في استهلاك الكحول.
3. الإصابة بفيروس الورم البشري.
4. تأثير المواد الكيميائية الضارة على الحلق.
5. قدرة جهاز المناعة على مكافحة الأمراض.
6. التعرض للمواد السامة أوقات العمل دون قصد.

أعراض الإصابة بسرطان الحنجرة | سرطان الحلق

تتعدد أعراض الإصابة بسرطان الحلق؛ كما تشتبه بعض الأعراض مع الأمراض الأخرى مثل التهاب الحلق أو نزلات البرد، وذلك يترك صعوبة في تحديد نوع المرض في بداية الأمر، وتتنوع العلامات والأعراض التي تسبب سرطان الحلق وتشمل:

1. عدم الشعور بالراحة ووجود ألم دائم في الحلق لفترات تصل إلى أسابيع ويمكن أن يكون هذا أحد علامات سرطان البلعوم.
2. حدوث تغير في الصوت ووجود بحة فيه حيث يصبح الصوت أكثر هدوءًا أو أكثر خشونة.
3. الشعور بألم أو احساس حارق أثناء تناول الطعام وممارسة عملية الهضم.
4. ايجاد صعوبة في التكلم أو نطق بعض الكلام وعدم القدرة على تجميعه.

كما توجد بعض الأعراض التي تظهر عند تقدم الحالة والمرض داخل الجسم يتم من خلالها التأكد من وجود المرض وتتمثل هذه الأعراض في:

1. وجود كتلة من الورم في الرقبة: من أهم الأعراض الشائعة لوجود سرطان الحلق هو وجود كتلة في الرقبة، وما يتسبب في ظهورها هو تضخم الغدد اللمفاوية ويكبر حجمها لكن ببطء.
2. يحدث فقدان وزن للمصاب: ذلك نتيجة صعوبة تناول الطعام بسبب الألم المتواجد وصعوبة البلع في المراحل المتقدمة من المرض.

لذلك يجب زيارة الطبيب المختص فور ظهور هذه الأعراض ؛حتى يستطيع تقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة تساعد على عدم تطور المرض والوصول بالحالة إلى سرطان الحلق.

أنواع سرطان الحلق

سرطان البلعوم 

من الممكن أن يظهر هذا النوع في أي جزء من أنواع البلعوم الثلاثة المختلفة وتتمثل هذه الأجزاء في:

1. سرطان البلعوم الأنفي: يتكون هذا النوع في الجزء العلوي من الحلق خلف الأنف.
2. سرطان البلعوم الفموي: أكثر الأنواع انتشارًا ويظهر في الجزء الأوسط من الحلق في آخر الفم.
3. سرطان البلعوم السفلي: هذا النوع يتكون في الجزء السفلي من الحلق.

سرطان الحنجرة 

ينقسم إلى بعض الأنواع تتمثل في:

1.  سرطان فوق المزمار: يظهر أعلى الحبال الصوتية.
2. سرطان المزمار: أكثر الأنواع شيوعًا ويظهر في منطقة تواجد الأحبال الصوتية.
3. سرطان تحت المزمار: يتكون هذا النوع داخل الحنجرة أسفل الحبال الصوتية.  

علاج سرطان الحلق

تعتمد طرق علاج سرطان الحلق على عدة عوامل مثل موقع الورم والمرحلة التي وصل إليها ونوع الخلايا المرتبطة بالسرطان، ومن أهم العوامل في تحديد خطة العلاج هي الحالة الصحية العامة للمريض والتفضيلات الشخصية؛ كما يجب مناقشة المزايا والمخاطر المتعلقة بالعلاج مع المريض وتشمل طرق العلاج:

العلاج الإشعاعي

1.  يتم استخدام العلاج الإشعاعي في حزم أشعة ذات طاقة عالية من مصادر مثل الأشعة السينية والبروتونات، وذلك للقضاء على الخلايا السرطانية تمامًا، ويمكن تلقي العلاج الإشعاعي من خلال جهاز كبير خارج الجسم أو عبر وضع كبسولات صغيرة مشعة وأسلاك داخل الجسم بالقرب من المنطقة التي يتواجد بها السرطان.
2. يمكن استخدام العلاج الإشعاعي بمفرده لعلاج السرطان الموجود، ويمكن أيضًا الجمع بين بعض العلاجات مثل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والجراحة لعلاج سرطانات الحلق لكن في المراحل المتقدمة. 

العلاج الكيميائي

يعتمد العلاج الكيميائي على استخدام العقاقير وذلك للتخلص من الخلايا السرطانية ويكون العلاج الكيميائي في أغلب الأحيان ملازمًا للعلاج الإشعاعي في خطط علاج سرطان الحلق وبذلك يتم تعزيز العلاج؛ لأن العقاقير الكيميائية للخلايا السرطانية أكثر حساسية للعلاج الإشعاعي.

• الجراحة

تعتمد العمليات الجراحية المستخدمة لعلاج سرطان الحلق على مكان الورم والمرحلة التي وصل لها وتضمن بعض العلاجات:

1. استئصال الأورام السطحية الصغيرة عن طريق استخدام الليزر في تبخيرها والقضاء عليها.
2. من الممكن أن يستأصل الطبيب المعالج جزءًا من الحنجرة للأورام الصغيرة وذلك ليحافظ على استمرارية التنفس والكلام، وإذا كان الورم كبير من الممكن أن يكون الاستئصال الكامل للحنجرة أمر ضروري.
3. يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إزالة أجزاء صغيرة من الحلق، ويمكن إعادة بناء الأجزاء التي تم استئصالها، ويساعد ذلك في استعادة وظائف البلع.
4. يتم استئصال العقد اللمفية إذا انتشر السرطان في منطقة العُنق لتحديد مدى انتشار الخلايا السرطانية.

• العلاج الدوائي

1. يتم علاج سرطان الحلق من خلال الأدوية التي تعمل على استهداف خصائص معينة في خلايا السرطان التي تساعد بقوة على نموها.
2. يتوفر العديد من الأدوية الاستهدافية التي تساعد في إخضاع العديد من الخلايا السرطانية وتقضي على فعاليتها، ويمكن أن يتم استخدام هذه الأدوية بشكل مستقل أو استخدامها أثناء فترة العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي ويتم تحديد ذلك من خلال حالة المريض.
3. تسمح الأدوية الاستهدافية للأطباء تخصيص الخطة العلاجية بشكل أكثر دقة مما يقلل ذلك من التأثير على الخلايا السليمة ويزيد من النتائج القيمة في العلاج.

• العلاج المناعي 

1. يعتمد هذا النوع من العلاج على استخدام جهاز المناعة  لمحاربة السرطان الموجود داخل الجسم، ويحدث في أغلب الحالات أن جهاز المناعة لا يكون قادر على مهاجمة السرطان بفعالية، وذلك بسبب ما تنتجه الخلايا السرطانية من بروتينات تستطيع اخفائها عن خلايا جهاز المناعة ولا بد من تدخل  العلاج المناعي.
2. دائمًا يتم تخصيص العلاج المناعي للأشخاص الذين يعانون من سرطان الحلق في مرحلة خطيرة ومتقدمة والحالات التي لا تستجيب للعلاجات المبكرة. 
3.   كما يتيح هذا النوع من العلاج فرصة لاستخدام النظام القوي للمناعة ليساهم في محاربة السرطان الموجود بفعالية كبيرة خاصةً في حالة عدم تجاوب السرطان مع العلاجات التقليدية.

طرق الوقاية من الإصابة بسرطان الحلق

توجد طرق متعددة وإرشادات مهمة تساعد في الوقاية من الإصابة بمرض سرطان الحلق ومن هذه الإرشادات: 

1. يجب تجنب التدخين بشكل كامل واستشارة الطبيب المختص للحصول على دعم قوي للانتهاء من تعاطيه.
2. تجنب تعاطي الكحول واستهلاكه بشكل نهائي.
3. عمل نظام غذائي صحي عن طريق تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات، والتركيز في اختيار لحوم خالية من الدهون، وتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
4. ممارسة الرياضة بانتظام للحصول على وزن مميز.

يمكن لهذه الإرشادات تحسين فرصة الوقاية من مرض سرطان الحلق وبعض الأمراض الأخرى لأنها تساعد في تحسين الصحة العامة، ويجب دائمًا قبل تناول أي نوع من أنواع الأدوية والعلاجات استشارة الطبيب المختص؛ حتى لا تعود نتيجة تناولها بأضرار سلبية على الأفراد.

يظهر بوضوح خطر مرض سرطان الحلق وأهمية التوعية والرعاية الصحية المستمرة في تحديد المخاطر المحتملة والتشخيص المبكر لهذا المرض الذي يعتبر من أخطر السرطانات؛ يُعتبر التدخين وتناول الكحول من العوامل الرئيسية التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الحلق، ولكن مع متابعة إرشادات الوقاية من الممكن أن يتم تجنب الإصابة به في المستقبل؛ تابع الموقع الطبي DR-HERO لللحصول على معلومات طبية يومية.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن علاج سرطان الحلق؟

بالطبع من الممكن علاج مرض سرطان الحلق لكن بعد تقييم الأطباء للحالة ومعرفة نوع الورم والمرحلة التي يتنقل بها، ويتم وضع الخطة العلاجية واستخدام بعض طرق العلاج مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيماوي أو العلاج المناعي وغيرها من بعض العلاجات.

هل الوراثة لها دور في تطور سرطان الحلق؟

العوامل البيئية التي تحيط بالأشخاص هي العامل الرئيسي للإصابة بسرطان الحلق لكن توجد بعض الحالات التي يكون للعوامل الوراثية دور فيها.

كيف يمكن التشخيص المبكر لسرطان الحلق؟

عن طريق عمل الفحوصات الطبية الدورية والمستمرة والفحوصات التشخيصية مثل التصوير بالأشعة والتصوير عن طريق المناظير.

مقالات ذات صلة

تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة

• YouTube
• LinkedIn
• Facebook
• Instagram
• TikTok

المصادر

https://www.nhs.uk/conditions/laryngeal-cancer/

https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/throat-cancer/symptoms-causes/syc-20366462