ينشأ خراج الأسنان القمي غالبًا  نتيجة عدم علاج تجويف الأسنان أو بسبب الإصابة أو بعد خضوع الأسنان لعلاج سابق، ويمكن أن تؤدي العدوى البكتيرية التي تنشأ مع التهيج والتورم (الالتهاب) إلى ظهور خراج عند طرف الجذر.

نبذة عن خراج الأسنان

خراج الأسنان هو تكوُُن جيب من الصديد ينتج عن عدوى بكتيرية وقد يظهر في بعض المناطق المتعددة بالقرب من السنّ لأسباب مختلفة، ويتكون الخُراج القمي في طرف الجذر؛ بينما ينشأ خُراج دواعم السنّ في اللثة بجوار جذر السنّ. 

يقوم أطباء الأسنان بعلاج خُراج الأسنان القمي عن طريق تصريف الصديد والتخلص من العدوى البكتيرية الموجودة، وقد يكون الأطباء قادرين على الحفاظ على السن من خلال علاج نفق الجذر لكن في بعض الحالات قد يلزم خلع السن، وعلى الرغم من ذلك يُشدد على أهمية عدم ترك خُراج الأسنان دون علاج حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة.

أسباب خراج الأسنان

يكون سبب خراج الأسنان بشكل أساسي هو الإصابة بعدوى بكتيرية، وهناك عدد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذه العدوى تتمثل في:

1. الإصابة بأمراض اللثة: يمكن أن تزيد التهابات اللثة من فرص تكون خراج الأسنان خاصًة إذا لم يتم معالجة التهاب اللثة بشكل فعّال.
2. تسوس الأسنان: وجود تسوس شديد في الأسنان يفتح الباب أمام البكتيريا للتسلل إلى الأنسجة المرتبطة بالأسنان ويزيد من احتمالية تكون الخراج.
3. تصدع الأسنان: يجعل الأسنان أكثر عرضة لاختراق البكتيريا مما يزيد من خطر تطور العدوى وظهور الخراج.
4. وجود تجويف عميق في السن: يعد وجود التجاويف في الأسنان مثال واضح على نقاط الضعف التي قد تؤدي إلى تراكم البكتيريا وتطوير العدوى وسهولة تكون الخراجات.

أنواع خراج الأسنان

تنقسم أنواع خراج الأسنان إلى ثلاث أنواع تتمثل في: 

1. خراج الأسنان القمي: هذا النوع يُصيب قمة جذر السن؛ حيث تتسلل البكتيريا عادةً من خلال فتحات في السن إلى اللب الداخلي وهي المنطقة التي تحتوي على الأعصاب والأنسجة مثل: النسيج الضام والأوعية الدموية، وهذا النوع من الخراج غالباً يتطلب تناول المضادات الحيوية.
2. خراج دواعم الأسنان: يُصيب هذا النوع اللثة المجاورة لجذر السن وفي الأغلب ما ينتشر في المنطقة المحيطة به، ويحدث هذا النوع بشكل أساسي بسبب العدوى البكتيرية أو وجود أمراض في اللثة.
3. الخراج اللثة: هذا النوع لا يصيب الأسنان نفسها بل يصيب اللثة المحيطة بها، ويحدث هذا النوع في أغلب الأحيان نتيجة لدخول جزيئات من بقايا الطعام أو الفرشاة في الجيوب اللثوية، ويكون الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان في المكان المتأثر فقط كما وتتشابه أعراض خراج الأسنان وخراج اللثة.

أعراض الإصابة بخراج الأسنان

تظهر بعض مؤشرات إصابة الأفراد بخراج الأسنان والأعراض على النحو التالي:

1. وجع حاد ومستمر في الأسنان ويمكن أن يمتد الألم إلى عظم الفك أو الرقبة أو الأذن.
2. تغيرات في درجات الحرارة تؤدي إلى الألم والإزعاج وقد يستجيب الألم للحرارة المرتفعة أو المنخفضة.
3. ألم حاد أثناء المضغ أو القضم والضغط ويتزايد الألم عند ممارسة الضغط على السن.
4. ارتفاع درجة حرارة الجسم وممكن أن تصل إلى الحمى قد يكون مؤشرًا على وجود العدوى.
5. تورم وانتفاخ في الوجه أو الخد أو الرقبة وقد يتسبب التورم في صعوبة التنفس والبلع.
6. تورم العقد اللمفاوية المتواجده تحت الفك أو في الرقبة مع وجود ألم عند لمسها.
7. يمكن أن تنجم رائحة كريهة في الفم ناتجة عن تراكم البكتيريا.
8. تغير المذاق وقد يرافقه خروج سائل مالح الطعم في الفم واختفاء الألم بعد انفجار الخراج.

كيفية تشخيص خراج الأسنان

يجب زيارة طبيب الأسنان مباشرًة عن التعرض لأي من أعراض خراج الأسنان؛ حيث يعتبر خراج الأسنان من المشاكل التي يصعب التعامل معها في المنزل دون التدخل الطبي، ولتأكيد التشخيص وتحديد الخطوات اللازمة يقوم الطبيب ببعض الخطوات كالآتي:

1. فحص اللثة والأسنان: يقوم الطبيب بالضغط على اللثة والأسنان لتحديد المنطقة التي يتواجد فيها الألم بشكل خاص مما يساعد ذلك في تحديد موقع الخراج السني.
2. يُطلب من المريض القيام بالعض على أسنانه: حيث يمكن تمييز ألم خراج الأسنان من خلال زيادته عند عملية العض.
3. تصوير الأشعة السينية: يتم إجراء صور لمنطقة اللثة والأسنان باستخدام الأشعة السينية، وذلك للتحقق من وجود الخراج وتحديد موقعه داخل الفم بالإضافة إلى تقييم انتشاره إلى الأنسجة والعظام المجاورة.

يساعد تأكيد التشخيص بواسطة الطبيب في وضع خطة علاجية مناسبة وفعّالة للتخلص من المشكلة والتخفيف من الألم والتورم المصاحبين لخراج الأسنان.

طرق علاج خراج الأسنان

يهدف العلاج في حالة خراج الأسنان للتخلص من العدوى، ويمكن لطبيب الأسنان اتخاذ بعض الإجراءات لتحقيق هذا الهدف ومن هذه الإجراءات: 

1. فتح الخراج وتصريف الصديد: يقوم طبيب الأسنان بفتح خراج الأسنان من خلال شق صغير لتصريف الصديد ويتم غسل المنطقة بمحلول ملحي ثم وضع خرطوم تصريف للحفاظ على فتحة الخراج وتسهيل تصريف السوائل.
2. صنع قناة في الجذر: يمكن أن يقوم الطبيب في بعض الحالات بعمل قناة في جذر السن، وذلك للقضاء على العدوى والحفاظ على سلامة السن، ويتم ذلك بثقب السن وإزالة اللب السني المصاب ثم يتم حشو التجويف بمواد تعقيم.
3. خلع الأسنان المتضررة: يقوم الطبيب بخلع السن المتضرر في حالة عدم القدرة على الحفاظ عليه، وذلك للتخلص من العدوى بشكل نهائي ومنع انتقالها.
4. وصف المضادات الحيوية: من الممكن أن يصف الطبيب المضادات الحيوية إذا كانت العدوى قد انتقلت إلى مناطق أخرى لمنع انتشارها، ويتم اتخاذ هذا القرار بناءً على تقييم الحالة.

كيفية الوقاية من خراج الأسنان

يجب الاعتناء بالأسنان بشكل جيد للحفاظ عليها من التعرض للخراجات أو أي مشاكل خاصة بها؛ إليك بعض الإرشادات التي تساعد على الوقاية من التعرض لخراج الأسنان وهي:

1. شرب الماء الذي يحتوي على الفلورايد: يساعد الماء الذي يحتوي على الفلورايد في تقوية الأسنان ويساهم في الوقاية من تسوسها.
2. غسل الأسنان بانتظام: يجب غسل الأسنان مرتين على الأقل في اليوم ولمدة دقيقتين باستخدام معجون أسنان يحتوي على عنصر الفلورايد.
3. استخدام خيط الأسنان أو جهاز تنظيف الأسنان بالماء: يساعد ذلك على التنظيف بين الأسنان ويتم الاستخدام يوميًا.
4. تغيير فرشاة الأسنان بانتظام: استبدل فرشاة الأسنان بأخرى جديدة كل فترة تصل من 3 إلى 4 شهور أو حينما تذبل شعيراتها.
5. تناول الأطعمة الصحية: يجب اتباع نظام غذائي صحي والتقليل من تناول مأكولات الحلوى والتسالي بين الوجبات.
6. زيارة طبيب الأسنان بانتظام: الحرص على زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري لإجراء الفحوصات الطبية والخضوع لجلسات التنظيف.
7. استخدام غسول الفم: يجب الإعتماد على غسول الفم المطهر أو الذي يحتوي على الفلورايد وذلك لإضافة طبقة حماية إضافية والوقاية من تسوس الأسنان.

علاقة خراج الأسنان بالسرطان

هناك بعض الأدلة التي تشير إلى وجود صلة محتملة بين أمراض الأسنان واللثة وبعض أنواع السرطان لكن لا يمكن القول بوضوح إن كانت أمراض اللثة تسبب السرطان بشكل مباشر، وتشير بعض الدراسات إلى أن هناك عوامل عديدة قد تساهم في ذلك.

بعض هذه العوامل تتعلق بالالتهابات المزمنة لما لها من تأثير سلبي على جهاز المناعة والنظام المناعي الذي يدافع عن الجسم من أي عدوى، ويزيد ذلك من احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان، والانزيمات التي تتواجد في الفم لها دور كبير أيضًا في تطور بعض أنواع السرطان

 يُصنف خراج الأسنان أنه من المشاكل الصحية الجدية التي تتطلب اهتماماً فورياً؛ وعدم معالجته بشكل فوري قد يؤدي إلى تطور المشكلة وتقدم العدوى مما يؤثرعلى الصحة العامة ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ويجب التشديد على أهمية الوقاية من خراج الأسنان من خلال الحفاظ على نظافة الفم والأسنان بشكل جيد والتوجه إلى طبيب الأسنان بشكل مستمر للكشف وإجراء العلاجات الوقائية؛ تابع الموقع الطبي DR-HERO للتعف على معلومات طبية يومية.

الأسئلة الشائعة

متى يكون خراج الاسنان خطير؟

يجب زيارة طبيب الأسنان بشكل عاجل وذلك إذا ظهرت عليك علامات أو أعراض تشير إلى وجود خراج في الأسنان، وفي حالة شعورك بالحمى أو التورم في الوجه وتعذََر الوصول إلى طبيب الأسنان يُفضل التوجه إلى أقرب رعاية صحية؛ كما يُنصح أيضًا بالذهاب إلى غرفة الطوارئ إذا كان المصاب يُعاني من صعوبة في التنفس أو زيادة في حجم التورم والانتفاخ.

هل يصح خلع الضرس مع وجود خراج؟

اعتمد خلع الضرس مع وجود خراج على تقدير طبيب الأسنان وتقييمه للحالة الفردية، ويكون خلع الضرس في بعض الحالات هو الخيار الأمثل لعلاج الخراج خاصة إذا كان الضرس متضرر بشكل كبير ولا يمكن الحفاظ عليه.

مقالات ذات صلة

• أفضل دواء لعلاج تساقط الشعر وارتفاع ضغط الدم
• دليل شامل لتحسين النشوة عند النساء
• دليل شامل للتعامل مع المراهقين بشأن قضايا الجنس
• كيفية التخلص من ضعف الشهوة والانتصاب
• أهم الدورات والكورسات التي يحتاجها طالب طب
• الأهمية القصوى للمخ والأعصاب في الطب
• الدور الحيوي لأطباء التخدير في العمليات الجراحية
• أهمية الصحة النفسية في علاج الاضطرابات
• أهمية الوراثة في تشخيص الأمراض وتحديد العلاج
• دليل شامل على تطور الجنين وتأثيراته الصحية

تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة

• YouTube
• LinkedIn
• Facebook
• Instagram
• TikTok

المصادر

https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/tooth-abscess/symptoms-causes/syc-20350901

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560625/