مدونة

أفضل الطرق للحد من الضغوطات النفسية

التأمل الواعي
مقالات عامة

أفضل الطرق للحد من الضغوطات النفسية

في عصر يمتلئ بالضغوطات والمسؤوليات أصبح التوتر والقلق شريك يومي للكثيرين من الأشخاص مع تزايد سرعة الحياة وتعقيداتها، مما جعل البحث عن طرق لتحقيق السلام الداخلي والهدوء الذهني من الأمور الضرورية ، وفي هذا السياق يأتي دور التأمل الواعي كأداة فعّالة لتحقيق التوازن والاستقرار النفسي.

التأمل الواعي

يُعد التأمل الواعي من أساليب التدريب العقلية التي تهدف إلى تحسين الأداء النفسي والبدني، وفي هذه الأيام المليئة بالمسؤوليات والضغوطات يصبح التوتر في الوجه مع تزايد المهام في العمل والمسؤوليات المنزلية وندرة الوقت للراحة والاسترخاء.

يتسارع الجميع في سباق الوقت لإتمام المهام وتحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم في المهام اليومية في، وينسى الكثيرين أهمية التواصل مع أنفسهم ومع اللحظة الحالية، مما يؤدي إلى انفصال تام عن الأنشطة التي يمارسونها، ومن هنا تنشأ فكرة التأمل الذاتي أو الواعي التي تصادف الاحتفال بذكراها السنوية في 20 مايو، ويتمحور التأمل حول تركيز الانتباه على اللحظة الحالية وقبولها دون تشتيت الانتباه أو إدانتها من خلال توجيه الانتباه نحو كل ما يحدث في ذلك الوقت بما في ذلك العواطف والأفكار والحواس.

فوائد التأمل الواعي

تعد ممارسة التأمل من أبرز الطرق الفعالة لتحقيق العديد من الفوائد، حيث يُصبح الفرد حاضراً تماماً ومتصل بالنشاط الذي يمارسه، مما يعزز الوعي واليقظة للأفكار والمشاعر، ومن بين أبرز فوائد التأمل الواعي:

  1. تحسين الصحة العامة والمزاج العام من خلال التأمل الواعي.
  2. تعزيز القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة لحظة بلحظة.
  3. تقليل التوتر والقلق وتعزيز القدرة على التعامل مع الأحداث المزعجة بفعالية.
  4. تحسين العلاقات الاجتماعية والانفتاح على التواصل الإيجابي مع الآخرين.
  5. تحسين الصحة البدنية، بما في ذلك حماية القلب وخفض ضغط الدم وتقليل الآلام المزمنة.
  6. دعم الصحة العقلية من خلال مساهمته في علاج الاكتئاب وإيذاء النفس واضطرابات الأكل والوسواس القهري.

تقنيات وطرق ممارسة التأمل الواعي

ممارسة التأمل الواعي تساعد الناس على تقبل خبراتهم الحياتية، بما في ذلك الخبرات المؤلمة بدلاً من مقاومتها بعداوة واشمئزاز، وهناك العديد من الطرق لممارسة التأمل الواعي لكن جميعها تهدف إلى إحداث حالة من اليقظة والاسترخاء من خلال التركيز على الأفكار والأحاسيس دون الإدلاء بأي حكم، ومن بين هذه الطرق:

  1. التأمل الواعي الأساسي: يتمثل في الجلوس مع التركيز على التنفس أو على كلمة معينة مرتددة سراً، مع السماح للأفكار بالدخول والمغادرة بحرية دون مقاومة، مع العودة باستمرار إلى التركيز على التنفس.
  2. التعامل مع العواطف: يشمل السماح للعواطف بالوجود دون مقاومة، بما في ذلك الفرح والغضب واليأس، مع قبول وجود تلك العواطف الإيجابية والسلبية.
  3. التركيز على الأحاسيس الجسدية: يشمل التركيز على الأحاسيس التي يشعر بها الجسم بأكمله مثل الوخز والحكة، مع تقبل وملاحظة هذه الأحاسيس.
  4. تركيز الحواس الخمس: يتضمن التركيز على المشاهد أو الأصوات أو الروائح أو الطعوم أو الملمس في البيئة المحيطة.
  5. التركيز على الأشخاص: يتم التركيز هنا على وجوه أشخاص معينين سواء كانوا محبوبين أو مكروهين أو مشهورين أو مؤثرين.
  6. الانعكاس: يتضمن الرد على سؤال محدد يطرحه الممارس على نفسه مع التركيز على المشاعر التي تنشأ خلال الإجابة.

عادات يمكن اتباعها لتجنب الازعاج في الروتين اليومي

اتبع النصائح التالية التي يوفرها الموقع الطبي DR-HERO للعناية بالنفس بشكل جيد تتمثل في:

  1. التغذية السليمة من خلال الحفاظ على نظام غذائي متوازن يشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية مثل الفواكه والخضروات والبروتينات النباتية والحبوب الكاملة.
  2. تجنب الأطعمة المعالجة والدهون المشبعة بشكل مفرط.
  3. الحرص على الحصول على فترة نوم كافية لمدة 7-8 ساعات يوميًا.
  4. قم بتحديد جدول منتظم للنوم وتجنب الأنشطة المنشطة قبل النوم.
  5. يجب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، ويمكن أن تشمل التمارين المشي السريع أو ركوب الدراجة أو السباحة أو أي نشاط آخر يناسبك.
  6. تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: قلل من وقتك على مواقع التواصل الاجتماعي وكن متوازن في استخدامها.
  7. امنح نفسك فترات من الاسترخاء بدون الهاتف الذكي.
  8. التواصل الاجتماعي الفعلي عن طريق الحرص على التواصل مع الأصدقاء والعائلة في الواقع واقضي وقت ممتع معهم بعيدًا عن شاشات الهواتف.
  9. حدد أهدافًا واقعية ومحددة زمنيًا وابدأ بالعمل نحو تحقيقها بخطوات صغيرة.
  10. الاستراحة عند الحاجة، عندما تشعر بالتوتر أو الإرهاق يجب أخذ استراحة قصيرة لترتاح وتستعيد نشاطك.

يجب الإدراك أن التأمل الواعي ليس مجرد تقنية للراحة النفسية، بل هو أسلوب حياة يمكن أن يحدث تغيير عميق في شخصية الإنسان وعلاقته بالعالم من حوله، ومن خلال التمرن على التركيز على اللحظة الحالية يمكن للفرد تحقيق السلام الداخلي والتوازن النفسي، وبالتالي العيش بحياة أكثر سعادة وإيجابية، لذلك دعونا نمارس التأمل الواعي بانتظام ونخطو خطوات ثابتة نحو تحقيق السلام الداخلي والتناغم مع الذات والعالم المحيط.

الأسئلة الشائعة

كيف تمارس تمارين التأمل؟

يمكن البحث عن مكان هادئ للمشي في حدائق الحي أو المناطق الطبيعية المحيطة أو حتى في الممرات الهادئة داخل المنزل أو في مكان العمل إذا كانت الظروف تسمح بذلك، ويجب اختيار المكان حيث يكون الجو هادئ ومناسب للتأمل والاسترخاء، وعن البدء في المشي يجب البدء بخطوات بطيئة وثابتة، والتركيز على إحساس القدمين وكيفية التوازن أثناء المشي، والانتباه إلى الحركات البسيطة مثل رفع القدم ووضعها على الأرض وكيفية نقل وزن جسمك من قدم إلى أخرى.

عند الوصول إلى نهاية الممر استدر ببطء وتابع المشي في الاتجاه المعاكس واستمر في التركيز على حواسك وإحساسك بالتوازن أثناء الحركة، واستمتع بالسلام والهدوء خلال هذه التجربة وتأمل في اللحظة الحالية وفي كل التفاصيل الصغيرة التي تحيط بك، قد تجد أن هذا المشي البطيء والتأمل في الحركات البسيطة يساعدك على تهدئة عقلك وتخفيف التوتر والقلق.

ما هو حكم التأمل في الإسلام؟

يمكن أن يشمل التأمل في الإسلام العديد من المعاني المشابهة لمعاني التفكر والتأمل في العقائد والشؤون الروحية، ويشير القرآن الكريم إلى أهمية التفكر والتأمل في الآيات الكونية والعلامات الدالة على وجود الله وقدرته وحكمته، كما يُحث المسلمون على التأمل في الخلق والآيات الكونية وفي معاني القرآن الكريم لفهم الحقائق الروحية والمعنوية والتعمق في العبادة والتقرب من الله، وفي الشرع قد يكون التأمل منه محمودًا إذا كان يؤدي إلى فهم أعمق للحقائق الروحية والمعنوية وزيادة الإيمان والتقوى والتأثر بها في السلوك والعمل، وقد يكون منه المذموم إذا كان يؤدي إلى الغواية عن الطريق الصحيح أو إلى التسلط على الآخرين بالفكر أو إلى التفكير بأمور غير مشروعة أو ضارة.

كيف تكون جلسة التأمل؟

يمكن أن تتباين جلسة التأمل في طولها وتفاصيلها وفقًا لتفضيلات الفرد وأهدافه المحددة، ومع ذلك إليك خطوات بسيطة يمكن أن تساعدك في البدء مثل اختيار المكان المناسب من حيث أن يكون المكان هادئ ومريح، حيث لا يمكن أن تتعرض للتشتت، وقد تفضل جلسة التأمل داخل المنزل في غرفة هادئة أو في الهواء الطلق مثل الحديقة ثم اختيار وضعية الجلوس لتكون وصعبة مريحة، سواءً كنت تفضل الجلوس على الأرض بواسطة الوسائد أو على كرسي مريح، ويهم أن تكون الوضعية مستقيمة ومريحة لتتمكن من التركيز بشكل جيد، والتركيز على التنفس بداية بالإنغماس في التأمل عبر التركيز على التنفس، واتبع حركة التنفس الطبيعية بدون تدخل وكن واعيًا لكل نفس تأخذها وتطلقها.

كيف أعرف أن التأمل نجح؟

يمكن أن تتجلى علامات نجاح جلسة التأمل في العديد من الطرق ومن بين هذه العلامات زيادة الصبر واللطف مع النفس، فعندما تكون قادر على التعامل بصبر ولطف مع نفسك خلال جلسات التأمل فهذا يعكس نضوجًا روحيًا واستقرارًا عاطفيًا، وملاحظة التقدم عندما تلاحظ تغيرات إيجابية في نمط حياتك مثل زيادة السلام الداخلي أو تقليل مستويات القلق فهذا يشير إلى أن جلسات التأمل تؤثر بشكل إيجابي على حياتك، والطاقة والحيوية عندما تشعر بزيادة في الطاقة والحيوية بعد جلسة التأمل فهذا يشير إلى أنك قد حققت توازن أكبر وسلامً داخلي، وتحسين الرضا الذاتي عندما تلاحظ زيادة في الرضا الذاتي والقبول لنفسك وللآخرين فهذا يدل على أنك تتقبل تجاربك بشكل أفضل وتستطيع التعامل معها بشكل أكثر فعالية.

مقالات ذات صلة

تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة

المصادر

https://www.mayoclinic.org/ar/healthy-lifestyle/consumer-health/in-depth/mindfulness-exercises/art-20046356

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Select the fields to be shown. Others will be hidden. Drag and drop to rearrange the order.
  • Image
  • SKU
  • Rating
  • Price
  • Stock
  • Availability
  • Add to cart
  • Description
  • Content
  • Weight
  • Dimensions
  • Additional information
Click outside to hide the comparison bar
Compare