دليل شامل حول داء الفقاع
يُعتبر مرض فقاع من الأمراض الجلدية المناعية النادرة التي تصيب الجلد والأغشية المخاطية، مسببًا بثورًا وتقرحات قد تكون مؤلمة وخطيرة إذا لم تُعالج بشكل صحيح، ويحدث هذا المرض نتيجة خلل في الجهاز المناعي، حيث يهاجم البروتينات التي تربط خلايا الجلد ببعضها، مما يؤدي إلى انفصالها وتكوّن البثور.
ما هو مرض الفقاع Pemphigus؟
مرض الفقاع Pemphigus هو اضطراب مناعي ذاتي نادر يُصيب الجلد والأغشية المخاطية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا التي تربط الجلد ببعضه، مما يؤدي إلى تكوّن بثور وتقرحات مؤلمة، ويمكن أن يؤثر المرض على الفم، والأنف، والحلق، والعينين، والأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى الجلد.
يُعد الفقاع من الأمراض المزمنة التي تتطلب علاج على المدى الطويل للسيطرة على الأعراض والحد من المضاعفات، وتختلف أنواعه في شدتها وأماكن ظهورها وأهمها الفقاع الشائع، والفقاع الورقي، والفقاع شبه الورمي، وعلى الأغلب ما يتم علاجه باستخدام الأدوية المثبطة للمناعة.

أسباب الإصابة بمرض فقاع
مرض الفقاع هو اضطراب مناعي ذاتي، مما يعني أن الجهاز المناعي يهاجم عن طريق الخطأ بروتينات معينة في الجلد والأغشية المخاطية، مما يؤدي إلى انفصال الخلايا الجلدية وتكوّن البثور والتقرحات؛ حتى الآن لا يوجد سبب واحد واضح للإصابة بالمرض، لكن هناك عدة عوامل يمكن أن تلعب دور كبير في حدوثه، ومنها:
- يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة ذاتية تستهدف بروتينات تُعرف بإسم الديسموجلين، وهي المسؤولة عن ربط خلايا الجلد ببعضها، ويؤدي تدمير هذه البروتينات إلى تفكك الجلد وتكوّن البثور.
- تشير الدراسات إلى أن هناك عوامل وراثية قد تزيد من احتمالية الإصابة بالفقاع خاصةً بين بعض الفئات العرقية والمناطق الجغرافية، ووجود تاريخ عائلي للمرض قد يكون مؤشر على زيادة خطر الإصابة.
- بعض العوامل البيئية قد تحفّز ظهور المرض لدى الأشخاص المهيئين للإصابة، مثل التعرض لبعض الأدوية منها البنسيلامين، وكابتوبريل، وبعض المضادات الحيوية.
- العدوى الفيروسية أو البكتيرية التي قد تؤثر على استجابة الجهاز المناعي، والتعرض المستمر للمواد الكيميائية أو المبيدات الحشرية في بيئات العمل.

أعراض مرض الفقاع
تختلف أعراض مرض الفقاع حسب نوعه لكنها تتشابه في بعض الخصائص العامة، حيث يتميز المرض بظهور بثور وتقرحات على الجلد والأغشية المخاطية، مما قد يسبب الألم والانزعاج للمريض، ومن أبرز الأعراض الشائعة:
- ظهور بثور مملوءة بسائل على الجلد
- تقرحات في الفم والحلق
- بثور في الأغشية المخاطية
- ألم وحكة في الجلد
- سهولة تمزق الجلد
- تقرحات لا تلتئم بسرعة

كيفية تشخيص مرض الفقاع
يُعد تشخيص مرض الفقاع خطوة مهمة لبدء العلاج المناسب وتقليل المضاعفات، ويعتمد الأطباء على عدة طرق تشخيصية تشمل الفحص السريري والاختبارات المخبرية للتأكد من الإصابة وتحديد نوع المرض.
- يبدأ الطبيب بفحص البثور والتقرحات على الجلد والأغشية المخاطية، ويسأل المريض عن تاريخ الأعراض، ومدى انتشارها، والألم المصاحب لها، ويتم إجراء اختبار نيكولسكي، وهو اختبار يتم فيه فرك الجلد بلطف بالقرب من البثور فإذا تقشر الجلد بسهولة فقد يكون مؤشرًا على الفقاع.
- يتم أخذ عينة صغيرة من الجلد المصاب لفحصها تحت المجهر، ويتم استخدام التألق المناعي المباشر للكشف عن الأجسام المضادة الذاتية المترسبة بين خلايا الجلد.
- يتم إجراء فحص دم للكشف عن الأجسام المضادة الذاتية مثل IgG المضاد للديسموجلين، وهو بروتين مسؤول عن ترابط خلايا الجلد، ويساعد هذا الاختبار في تأكيد التشخيص وتحديد شدة المرض.
- اختبارات وظائف الجهاز المناعي لتحديد مدى نشاط الاستجابة المناعية الغير طبيعية.
- التصوير بالأشعة أو الفحوصات الداخلية إذا كان هناك اشتباه في الفقاع شبه الورمي المرتبط بأورام داخلية.

طرق علاج مرض فقاع
يعتمد علاج مرض الفقاع على السيطرة على الجهاز المناعي وتقليل الالتهابات لمنع تكون البثور والتقرحات، ويختلف العلاج حسب نوع الفقاع وشدته، ويشمل الأدوية والعلاجات الداعمة لتحسين جودة حياة المريض.
الأدوية المثبطة للمناعة
الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)
- مثل بريدنيزون وهو العلاج الأساسي للفقاع.
- يساعد في تقليل الالتهاب وتثبيط استجابة الجهاز المناعي.
- قد تُستخدم مراهم الكورتيزون للحالات الخفيفة.
- الاستخدام الطويل قد يسبب آثارًا جانبية مثل هشاشة العظام وزيادة الوزن، لذلك يتم تقليل الجرعة تدريجيًا.
مثبطات المناعة (Immunosuppressants)
- مثل آزاثيوبرين، وميكوفينولات موفيتيل
- تُستخدم لتقليل الحاجة إلى جرعات عالية من الكورتيكوستيرويدات.
العلاجات الداعمة
- استخدام مراهم المضادات الحيوية لمنع العدوى في المناطق المصابة.
- تجنب الحك أو التعرض للإصابات التي قد تؤدي إلى تفاقم التقرحات.
- في حالة وجود تقرحات بالفم، ويُنصح باستخدام غسول فم مضاد للالتهاب ومراهم مهدئة.
- تجنب الأطعمة الحارة والصلبة لتقليل التهيج.

مرض الفقاع من الأمراض الجلدية المناعية النادرة التي تتطلب متابعة طبية مستمرة للسيطرة على الأعراض وتقليل المضاعفات، وعلى الرغم أن المرض قد يكون مزمن فإن العلاجات الحديثة ساعدت في تحسين جودة الحياة للمرضى وتقليل تأثيره على حياتهم اليومية، وإذا كنت تعاني من أعراض مشابهة فمن الضروري مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن الشفاء من مرض الفقاع؟
لا يوجد علاج نهائي لمرض الفقاع، ولكن يمكن السيطرة عليه بالأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات والمثبطات المناعية، وبعض المرضى يدخلون في فترة خمود طويلة، بينما يحتاج الآخرون إلى علاج مستمر لمنع الانتكاسات.
هل مرض الجلد الفقاعي مميت؟
مرض الفقاع ليس مميتًا بحد ذاته لكن عدم علاجه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل العدوى الشديدة، وفقدان السوائل، وسوء التغذية، والعلاج المبكر يقلل المخاطر ويحسن جودة حياة المرضى.
مقالات ذات صلة
- أسباب اكتئاب عيد الميلاد وكيفية التعامل معه بذكاء
- العلامات المبكرة وطرق العلاج الفعّالة لاكتئاب كبار السن
- دليل شامل حول متلازمة الامعاء القصيرة
- دليل شامل حول السعفة الأربية: سعفة ساقية
- دليل شامل حول داء السلمونيلات
- الأرجيلة والحمل: أضرار الشيشة على الأم والجنين
- دليل شامل حول الخلل الذي يصيب نظام القلب الكهربائي
- دليل شامل حول داء الفقاع
- دليل شامل حول اضطراب نوبات الأكل الشره
- دليل شامل حول التهاب جفني العين
تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة
المصادر
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pemphigus/symptoms-causes/syc-20350404
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21130-pemphigus