دليلك الشامل حول اضطرابات الطعام النفسية
أغسطس 19, 2024 2024-11-19 21:52دليلك الشامل حول اضطرابات الطعام النفسية
تُعد اضطرابات الأكل حالة نفسية خطيرة تؤثر على حياة العديد من الأشخاص، حيث تتراوح هذه الاضطرابات بين فقدان الشهية العصبي الذي يتسم بالخوف الشديد من زيادة الوزن إلى الشره المرضي العصبي الذي يتميز بنوبات من الإفراط في تناول الطعام يتبعها سلوكيات ضارة، وقد تتسبب هذه الحالات في مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم معالجتها بشكل صحيح.
اضطرابات الأكل
اضطرابات الأكل هي مجموعة من الحالات النفسية التي تتسم بسلوكيات غذائية غير طبيعية أو غير صحية تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للفرد، وتشمل هذه الاضطرابات مشكلات تتعلق بتناول الطعام أو التفكير الزائد في الوزن وشكل الجسم وممارسة سلوكيات غير صحية للتحكم في الوزن أو التعامل مع الأكل.
أسباب وعوامل خطر اضطرابات الطعام
اضطرابات الأكل هي حالات نفسية معقدة تنشأ نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل، تشمل هذه العوامل جوانب بيولوجية ونفسية واجتماعية وثقافية، ومن أبرز الأسباب وعوامل الخطر التي ترتبط باضطراب الأكل:
- تشير الأبحاث إلى أن هناك ميل وراثي للإصابة باضطراب الأكل، حيث يمكن أن يكون هناك تاريخ عائلي لهذه الاضطرابات، والأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين باضطراب الأكل يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.
- يمكن أن تلعب اختلالات في المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين دور كبير في تطور اضطرابات الطعام، حيث يرتبط السيروتونين بالمزاج والتحكم في الشهية.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو غيرها من الحالات النفسية قد يكونون أكثر عرضة لتطوير اضطراب الأكل كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم.
- غالبًا ما يعاني المصابين باضطراب الأكل من صورة ذاتية سلبية، مما يؤدي إلى سعيهم لتحقيق مثالية غير واقعية في الوزن والشكل.
- الصدمات النفسية مثل التعرض للإساءة أو التسلط قد تسهم في تطوير سلوكيات غذائية غير صحية.
- البيئة الأسرية التي تركز بشكل كبير على الوزن والمظهر الجسدي أو تلك التي تشهد نمط حياة مليء بالضغط أو النزاعات يمكن أن تسهم في تطور اضطراب الأكل.
- بعض الرياضات أو الأنشطة التي تركز على الوزن أو الشكل مثل الجمباز أو الباليه يمكن أن تزيد من مخاطر اضطرابات الأكل بين الرياضيين.
- يمكن أن يؤثر الضغط من الأصدقاء أو الزملاء خاصةً في مرحلة المراهقة على السلوكيات الغذائية والوزن، مما يزيد من خطر تطوير اضطراب الأكل.
أعراض ومضاعفات اضطرابات الأكل
تظهر اضطرابات الأكل من خلال مجموعة متنوعة من الأعراض التي تشمل سلوكيات غذائية غير طبيعية وكذلك تغيرات في الصحة الجسدية والنفسية، فيما يلي أبرز الأعراض والمضاعفات التي ترتبط باضطراب الأكل:
- فقدان الوزن الشديد أو زيادة الوزن
- تغيرات في مظهر الجسم
- التعب والإرهاق
- مشاكل الجهاز الهضمي
- الدوخة والإغماء
- الانشغال بالطعام والوزن
- الخوف الشديد من زيادة الوزن
- سلوكيات تناول الطعام القهرية
- الانسحاب الاجتماعي
- التقلبات المزاجية
- سوء التغذية
- مشاكل في القلب
- هشاشة العظام
أنواع اضطرابات الأكل
فقدان الشهية العصبي Anorexia Nervosa
اضطراب يتسم بالخوف المفرط من زيادة الوزن والرغبة الشديدة في النحافة، مما يدفع الشخص إلى تقييد شديد في تناول الطعام أو تجنب الأكل تمامًا ويصاحب هذا الاضطراب عادةً صورة مشوهة للجسم، حيث يرى الشخص نفسه دائمًا بأنه يعاني من زيادة الوزن حتى لو كان وزنه منخفض بشكل خطير.
الشره المرضي العصبي Bulimia Nervosa
يتسم هذا الاضطراب بتناول كميات كبيرة من الطعام في فترة قصيرة يتبعها سلوكيات تعويضية مثل التقيؤ المتعمد أو الإفراط في ممارسة الرياضة أو استخدام المسهلات لمنع زيادة الوزن، وعلى الرغم من أن الأشخاص المصابين بالشره المرضي قد يحافظون على وزن طبيعي إلا أن سلوكياتهم التعويضية تعرضهم لمخاطر صحية خطيرة.
اضطراب نهم الطعام Binge-Eating Disorder
يتميز هذا الاضطراب بتناول كميات كبيرة من الطعام بشكل غير طبيعي حتى في غياب الجوع ويشعر الشخص المصاب به بالضيق أو الشعور بالذنب بعد النهم، وعلى عكس الشره المرضي لا يقوم الشخص المصاب باضطراب نهم الطعام بسلوكيات تعويضية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
كيفية علاج وإدارة اضطرابات الأكل
يتطلب علاج وإدارة اضطرابات الأكل خطة شاملة ومتكاملة، ويهدف العلاج إلى إعادة بناء علاقة صحية مع الطعام وتحسين الصحة الجسدية والنفسية ومعالجة العوامل الأساسية التي تساهم في الاضطراب، إليك أبرز الطرق الرئيسية لعلاج وإدارة اضطرابات الطعام:
العلاج النفسي
- العلاج السلوكي المعرفي CBT: يُعتبر من أكثر العلاجات فعالية لاضطرابات الأكل، حيث يساعد المرضى على تحديد الأفكار السلبية والمعتقدات الغير صحيحة حول الطعام والوزن واستبدالها بأفكار وسلوكيات أكثر صحة.
- العلاج النفسي الديناميكي: يركز على فهم الصراعات الداخلية التي قد تكون سبب في تطور اضطراب الطعام، ويساعد هذا النوع من العلاج المرضي على اكتشاف تجاربهم السابقة وعلاقتهم مع الطعام.
- العلاج الأسري: يُعد العلاج الأسري مهم خاصةً في حالات اضطرابات الأكل بين المراهقين، ويعمل على تحسين التواصل داخل الأسرة وتوفير دعم إيجابي للمريض.
- العلاج الجماعي: يوفر فرصة للمصابين باضطرابات الطعام للتفاعل مع آخرين يمرون بتجارب مماثلة، مما يعزز الدعم المتبادل ويقلل من الشعور بالعزلة.
العلاج الطبي والغذائي
- المتابعة الطبية: يحتاج المرضى إلى متابعة طبية دورية لمراقبة الصحة الجسدية وإدارة أي مضاعفات صحية قد تنتج عن اضطراب الأكل، ويشمل ذلك مراقبة الوزن وضغط الدم ومعدل ضربات القلب واختبارات الدم للتحقق من وظائف الأعضاء.
- العلاج الدوائي: يمكن استخدام الأدوية في بعض الحالات لمعالجة الاكتئاب والقلق والوسواس القهري الذي قد يصاحب اضطرابات الأكل، وقد تُوصف مضادات الاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية للمساعدة في تحسين الحالة المزاجية.
- التغذية العلاجية: يقوم أخصائي التغذية بتطوير خطة غذائية تساعد المريض على استعادة نمط غذائي صحي ومتوازن، ويشمل ذلك التثقيف حول التغذية السليمة أو إدارة حصص الطعام وإعادة بناء علاقة صحية مع الطعام.
الدعم الاجتماعي
- مجموعات الدعم: يمكن أن توفر مجموعات الدعم مساحة آمنة للمرضى لمشاركة تجاربهم وتلقي التشجيع من الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة، حيث تساعد هذه المجموعات في تقليل الشعور بالعزلة وتعزيز الاستمرارية في العلاج.
- التثقيف والتوعية: يُعتبر تثقيف المرضى وأسرهم حول اضطراب الأكل جزء مهم من العلاج، وفهم تأثير هذه الاضطرابات وكيفية التعامل معها يمكن أن يعزز نجاح العلاج ويقلل من المخاطر.
تشكل اضطرابات الأكل تحدي كبير للصحة النفسية والجسدية، ومن خلال الوعي بأسبابها وأعراضها يمكن للأفراد والمجتمع اتخاذ خطوات فعالة للوقاية منها وعلاجها، والدعم النفسي والبرامج العلاجية المناسبة يمكن أن يحدث فرق كبير في حياة المصابين، مما يساعدهم على التعافي واستعادة حياتهم بشكل صحي ومتوازن؛ تابع الموقع الطبي DR-HERO للتعرف على معلومات طبية بشكل يومي.
الأسئلة الشائعة
ما هو دور العائلة في علاج اضطرابات الطعام؟
تلعب العائلة دور حيوي في دعم المريض خلال رحلة العلاج، حيث يمكن أن يساعد العلاج الأسري في تحسين التواصل داخل الأسرة وتقديم الدعم اللازم للمريض.
هل يمكن أن يعود اضطراب الأكل بعد العلاج؟
قد يحدث انتكاس بعد العلاج لذلك من المهم الاستمرار في المتابعة الدورية مع أخصائي الرعاية الصحية وتطبيق استراتيجيات وقائية لتجنب الانتكاس.
ما هي المضاعفات الصحية التي يمكن أن تنجم عن اضطرابات الطعام؟
يمكن أن تؤدي اضطرابات الأكل إلى مضاعفات خطيرة مثل سوء التغذية أو مشاكل في القلب أو هشاشة العظام أو اضطرابات الدورة الشهرية أو مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.
كيف أساعد شخص مصاب باضطراب الأكل؟
يمكن المساعدة من خلال تقديم الدعم العاطفي وتشجيعه على طلب المساعدة المتخصصة وتجنب الحكم على سلوكياته، والتحدث معه بلطف والبحث عن المعلومات حول الاضطراب يمكن أن يساعد في تقديم الدعم المناسب.
مقالات ذات صلة
- دليل شامل حول الحساسية تجاه الطعام: الحساسية الغذائية
- دليل شامل حول مرض الساركوما العظمية
- كيفية علاج عسر الهضم بالأدوية والطرق الطبيعية
- كل ما تريد معرفته عن الصفار عند حديثي الولادة
- دليل شامل حول التهاب سنجابية النخاع
- دليل شامل حول التهاب الدرقية الهاشيموتي
- دليل شامل حول سرطان ساركوما: أبرز السرطانات النادرة
- دليل شامل حول مرض شلل بيل: شلل الوجه
- أفضل استراتيجية للتخلص من الحساسية تجاه الفول السوداني
- محتوى تفصيلي حول الاكزيما التعرقية
تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة
المصادر
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/eating-disorders/symptoms-causes/syc-20353603
https://www.nhs.uk/mental-health/feelings-symptoms-behaviours/behaviours/eating-disorders/overview/
https://www.nimh.nih.gov/health/publications/eating-disorders