حساسية الفول السوداني | الأسباب والأعراض وطرق والوقاية

تُعد حساسية الفول السوداني واحدة من أكثر أنواع الحساسية الشائعة، حيث يمكن أن تسبب ردود فعل قوية تؤثر على الصحة العامة خاصةً لدى الأطفال، اكتشف في هذا المقال أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حساسية الفول السوداني، وتعرف على الأعراض المختلفة وطرق التشخيص والوقاية، بالإضافة إلى العلاجات المتاحة التي تساعد في إدارة هذه الحساسية بفعالية.

ما هي حساسية الفول السوداني Peanut allergy

تُعد حساسية الفول السوداني رد فعل تحسسي شديد يُصيب جهاز المناعة بعد تناول الفول السوداني أو أي من المنتجات التي تحتوي عليه، وتحدث هذه الحساسية عندما يتعرف الجهاز المناعي على بروتينات الفول السوداني كمهاجمين عليه، مما يؤدي إلى استجابة قوية قد تشمل أعراض متنوعة تتراوح بين الطفح الجلدي والحكة وضيق التنفس، وقد تصل إلى صدمة تحسسية مهددة للحياة تُعرف بالتأق.

كما تُعتبر حساسية الفول السوداني من أكثر أنواع الحساسية الغذائية الشائعة خاصةً بين الأطفال، وفي الأغلب ما تكون طويلة الأمد، حيث يمكن أن تستمر هذه الحساسية طوال الحياة، كما تطلب الحساسية تجاه الفول السوداني درجة عالية من الحذر والوعي، حيث إن كمية صغيرة من الفول السوداني أو التعرض العرضي له يمكن أن تثير رد فعل تحسسي.

أسباب الإصابة بالحساسية تجاه الفول السوداني

تعود أسباب الإصابة بالحساسية تجاه الفول السوداني لعدة عوامل بيولوجية وبيئية تتمثل في:

تلعب الوراثة دور كبير في احتمالية الإصابة بحساسية الفول السوداني، حيث أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الحساسية الغذائية أو أمراض الحساسية الأخرى مثل الربو أو الإكزيما يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحساسية.
تشير بعض الدراسات إلى أن توقيت تقديم الفول السوداني في غذاء الطفل قد يؤثر على تطور الحساسية، وأن التعرض المبكر تحت إشراف طبي يمكن أن يقلل من خطر الحساسية بينما التأخير قد يزيد من احتمالية الإصابة بها.
قد يعاني الأطفال أو البالغين في بعض الحالات من اضطرابات في الجهاز المناعي تؤدي إلى تفاعل قوي تجاه بروتينات الفول السوداني، حيث يتعرف الجسم على هذه البروتينات كتهديد ويبدأ في محاربتها بشكل مفرط.
يمكن أن يتعرض الأشخاص للحساسية عند استنشاق بروتينات الفول السوداني المحمولة في الهواء خاصةً في الأماكن التي تحتوي على كميات كبيرة من الفول السوداني أو منتجاته، مما يسبب تفاعل تحسسي لدى بعض الحالات خاصةً الذين يعانون من حساسية شديدة.
الأشخاص المصابين بحساسيات غذائية أخرى يكونون أكثر عرضة للحساسية تجاه الفول السوداني، وقد يؤدي وجود حساسيات أخرى مثل حساسية الصويا أو الجوز إلى زيادة خطر الإصابة بالحساسية تجاه الفول السوداني بسبب التشابه البروتيني بين بعض الأطعمة.

اقرأ أيضًا عن حساسية اللبن

أعراض الإصابة بحساسية الفول السوداني

تتنوع أعراض الإصابة بحساسية تجاه الفول السوداني في شدتها من أعراض بسيطة إلى أعراض خطيرة تهدد الحياة، وتظهر عادةً في غضون دقائق إلى ساعات بعد تناول الفول السوداني أو التعرض له، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

حكة أو طفح جلدي
تورم في الشفاه، والوجه، واللسان، والحلق.
آلام في البطن، وتشنجات، وغثيان، وتقيؤ.
إسهال خاصةً إذا كانت الحالة متقدمة.
ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس.
سعال مستمر، وصفير، وضيق في الصدر.
احتقان أو سيلان الأنف.
انخفاض ضغط الدم الذي يمكن أن يسبب دوار أو إغماء.
تسارع في ضربات القلب.

الطرق المُتبعة لتشخيص حساسية الفول السوداني Peanut allergy

يعتمد تشخيص الحساسية من الفول السوداني على مجموعة من الطرق الطبية التي تساعد على التأكد من وجود الحساسية وتحديد مدى شدته، وتشمل ما يلي:

التاريخ الطبي | الفحص السريري

يبدأ الطبيب بسؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها ووقت حدوثها، بالإضافة إلى تاريخ العائلة في الإصابة بحساسية الطعام، ويساعد هذا الفحص الأولي في فهم الظروف والعوامل المحتملة التي تؤدي إلى التفاعل التحسسي.

اختبار الجلد | الوخز

يُعد اختبار الجلد واحدًا من أكثر الطرق الشائعة لتشخيص الحساسية، حيث يتم وضع كمية صغيرة من مستخلص الفول السوداني على جلد المريض، وعادةً على الساعد أو الظهر، ثم يتم وخز الجلد برفق للسماح للمادة بالدخول، وإذا ظهرت بقعة حمراء منتفخة مثل لدغة النحل في المنطقة، فقد يكون الشخص مصاب بحساسية تجاه الفول السوداني.

اختبار الدم

يقيس اختبار الدم مستويات الأجسام المضادة الخاصة بالفول السوداني في دم المريض، وإذا كانت هذه الأجسام المضادة مرتفعة فهذا يشير إلى وجود حساسية، حيث يُعد هذا الاختبار مفيد في حالات معينة خاصةً إذا كان المريض لا يستطيع الخضوع لاختبار الجلد.

اختبار تحدي الطعام

يتم إجراء هذا الإختبار فقط في بيئة طبية خاضعة للإشراف، حيث يتم إعطاء المريض كميات صغيرة من الفول السوداني أو منتج يحتوي عليه لقياس رد فعل الجسم، وهذا الاختبار يُعتبر دقيق للغاية لكنه يحمل بعض المخاطر، لذلك يتم إجراؤه فقط إذا كانت النتائج من الاختبارات الأخرى غير حاسمة.

التحليل الغذائي

قد يطلب الطبيب المختص من المريض إجراء اختبار تجنب الطعام، حيث يتم استبعاد الفول السوداني من نظامه الغذائي لفترة معينة لمعرفة ما إذا كانت الأعراض تتحسن، وبعد ذلك يمكن إعادة إدخال الفول السوداني بشكل تدريجي تحت إشراف طبي لمراقبة أي ردود فعل.

تساهم هذه الطرق بشكل كبير في تشخيص الحساسية تجاه الفول السوداني بدقة، وتساعد الأطباء المختصين على تقديم التوجيهات المناسبة للمرضى حول كيفية تجنب التعرض وتقديم العلاجات الوقائية المناسبة.

كيفية العلاج النهائي من حساسية الفول السوداني Peanut allergy

لا يوجد علاج نهائي لحساسية الفول السوداني في الوقت الحالي، لكن هناك طرق علاجية وتقنيات حديثة تهدف إلى تقليل حدة ردود الفعل التحسسية وزيادة تحمل الجسم للفول السوداني بشكل تدريجي، إليك بعض الطرق المُستخدمة حاليًا:

العلاج المناعي الفموي | نزع التحسس

يُعد العلاج المناعي الفموي من الطرق الحديثة التي تهدف إلى تقليل حساسية الجسم للفول السوداني من خلال إعطاء المريض جرعات صغيرة جدًا من الفول السوداني تزداد تدريجيًا بمرور الوقت وتحت إشراف طبي دقيق، ويُساعد هذا العلاج على تعزيز تحمل الجهاز المناعي لهذه المادة، لكنه لا يُعد علاج نهائي، حيث يحتاج المريض إلى الاستمرار بتناول جرعات محددة من الفول السوداني بانتظام.

حقن الإبينفرين | الأدرينالين

يُعتبر الإبينفرين أو ما يُسمى الأدرينالين العلاج الفوري في حالات الطوارئ، حيث يساعد على تخفيف الأعراض الحادة مثل الصدمة التحسسية ويمنع المضاعفات التي تهدد للحياة، لذلك يجب على المصابين بحساسية تجاه الفول السوداني حمل حقنة إبينفرين معهم دائمًا بعد استشارة الطبيب المختص.

كيفية الوقاية من حساسية الفول السوداني

إليك بعض النصائح التي يقدمها الموقع الطبي DR-HERO للوقاية من الحساسية تجاه الفول السوداني تتمثل في:

تجنب تناول الفول السوداني بشكل نهائي ومراجعة المكونات الغذائية لأي طعام.
قراءة الملصقات الغذائية بعناية للتأكد من عدم احتواء الطعام على فول سوداني أو مشتقاته.
تجنب الأطعمة المصنعة التي قد تحتوي على آثار من الفول السوداني بسبب التلوث المتبادل في المصانع.
تنبيه العائلة والأصدقاء والمعلمين للحساسية تجاه الفول السوداني وتوعيتهم بالإجراءات اللازمة.
استخدام أدوات طهي نظيفة وتجنب مشاركة الأطباق مع الآخرين للوقاية من التلوث العرضي.
حمل حقنة الإبينفرين دائمًا لاستخدامها في حالات الطوارئ.
التحقق من مكونات الأدوية ومستحضرات التجميل، حيث قد تحتوي على آثار من الفول السوداني.

تلعب التوعية بحساسية الفول السوداني دور حيوي في الوقاية من المضاعفات الصحية الخطيرة المرتبطة بها، لذلك من الضروري فهم الأعراض واتباع الإرشادات الوقائية لضمان سلامة الأفراد الذين يعانون من هذه الحساسية، ومع تزايد الوعي يمكن للأسر والمجتمعات تقديم بيئة آمنة ومراعية للذين يعانون من هذه الحالة الصحية.

الأسئلة الشائعة

كيف أتخلص من حساسية الفول السوداني؟

لا يمكن التخلص بشكل نهائي من الحساسية تجاه الفول السوداني، لكن هناك علاجات تقلل من حدة الحساسية مثل العلاج المناعي الفموي الذي يزيد من تحمل الجسم تدريجيًا، وحمل حقنة الإبينفرين للاستخدام في حالات الطوارئ.

هل الفول يسبب طفح جلدي؟

نعم، قد يسبب الفول طفح جلدي لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاهه، ويحدث ذلك عندما يتفاعل الجهاز المناعي بشكل مفرط مع بروتينات الفول، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تحسسية مثل الطفح الجلدي والحكة والتورم.

هل الفول السوداني يسبب الانتفاخ؟

نعم، الفول السوداني قد يسبب الانتفاخ لدى بعض الأشخاص خاصةً إذا كانوا يعانون من حساسية أو حساسية خفيفة تجاهه، ويمكن أن تؤدي البروتينات والألياف في الفول السوداني إلى اضطرابات هضمية، مما يسبب الغازات والانتفاخ.

تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة

المصادر

https://acaai.org/allergies/allergic-conditions/food/peanut/

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21511-peanut-allergy

https://www.foodallergy.org/living-food-allergies/food-allergy-essentials/common-allergens/peanut

مدونة

أفضل استراتيجية للتخلص من الحساسية تجاه الفول السوداني