مدونة

العمل وضغوطه: بين الإنجاز والإرهاق النفسي

تأثير ضغط العمل على الصحة النفسية
مقالات عامة

العمل وضغوطه: بين الإنجاز والإرهاق النفسي

ضغط العمل أصبح جزءًا من الحياة اليومية في معظم المهن، وعلى الرغم أن بعض الضغوط قد تُحفّز على الإنجاز، إلا أن استمرارها بشكل مفرط قد يضر بالصحة النفسية؛ تابع هذا المقال لاكتشاف تأثير ضغط العمل على الصحة النفسية وأبرز طرق الوقاية والعلاج.

ما هو ضغط العمل؟

ضغط العمل هو حالة من التوتر تنشأ عند زيادة المتطلبات والمهام مقارنة بقدرة الفرد على التعامل معها، وقد يكون الضغط مُحفزًا أحيانًا إذا كان ضمن الحدود الطبيعية، لكنه يتحول إلى عبء نفسي وجسدي عند استمراره، مما يؤثر على الصحة والإنتاجية وجودة الحياة.

تأثير ضغط العمل على الصحة النفسية

الضغوط المستمرة في بيئة العمل قد تؤدي إلى اختلال التوازن النفسي، ويشعر الفرد بالإرهاق الذهني وفقدان التركيز، مما ينعكس على قدرته على أداء المهام، ومع الوقت يصبح الضغط عاملًا مباشرًا في ظهور مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب وضعف الدافعية.

القلق والتوتر المستمر

التعرض المتواصل لضغط العمل يزيد من مستويات التوتر والقلق، ويشعر الفرد بضغط داخلي دائم، وصعوبة في الاسترخاء، إضافةً إلى أعراض جسدية مثل الصداع وخفقان القلب، واستمرار هذه الحالة يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والعلاقات الشخصية.

الاكتئاب وضعف الدافعية

عندما يفقد الفرد القدرة على التحكم في ضغوطه قد تتطور الحالة إلى اكتئاب، ويظهر ذلك في انعدام الحافز، فقدان الشغف بالعمل أو الحياة اليومية، والإحساس المستمر بالإحباط. هذه الأعراض تُقلّل من الإنتاجية وتؤثر بعمق على جودة الحياة.

الإرهاق النفسي (Burnout)

الإرهاق النفسي هو المرحلة المتقدمة من ضغط العمل المزمن، ويتمثّل في شعور عام بالإنهاك، فقدان الطاقة، والتعامل مع العمل ببرود أو سلبية، وهذه الحالة لا تؤثر فقط على الأداء المهني، بل تهدد الاستقرار النفسي للفرد.

اضطرابات النوم

قد يؤدي ضغط العمل المستمر إلى صعوبات في النوم، مثل الأرق أو النوم المتقطع، ونقص النوم يزيد من حدة التوتر ويضعف القدرة على التركيز واتخاذ القرارات. بمرور الوقت، يتحول هذا الاضطراب إلى عامل إضافي يفاقم المشكلات النفسية.

العوامل التي تزيد من ضغط العمل

تتعدّد الأسباب التي تجعل ضغط العمل أكثر حدة، وغالبًا ما ترتبط ببيئة العمل أو أسلوب إدارة الوقت، وتراكم هذه العوامل يؤدي إلى إرهاق نفسي وجسدي ويؤثر سلبًا على الصحة والإنتاجية. من أبرزها:

  1. ساعات العمل الطويلة والمتواصلة.
  2. غياب التوازن بين الحياة الشخصية والعملية.
  3. بيئة العمل السامة أو كثرة النزاعات.
  4. نقص الدعم النفسي أو التقدير الوظيفي.
  5. كثرة المهام وقلة الموارد المتاحة.

العلاقة بين ضغط العمل والصحة الجسدية

ضغط العمل المستمر لا يترك أثره على الصحة النفسية فقط، بل يؤثّر بشكل مباشر على وظائف الجسم، فالتوتر المزمن يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين بمستويات عالية، ما يضع الجسم في حالة استنفار دائم، وهذه الاستجابة إذا استمرت لفترات طويلة تتحول من وسيلة حماية إلى عامل خطر يهدد الصحة.

  1. أمراض القلب والأوعية الدموية، ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر النوبات القلبية.
  2. الصداع والآلام المزمنة خاصةً آلام الرقبة والظهر الناتجة عن التوتر العضلي.
  3. ضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للالتهابات والأمراض.
  4. مشكلات الجهاز الهضمي، مثل عسر الهضم، والحموضة، والقولون العصبي.
  5. زيادة الوزن أو فقدانه نتيجة اضطراب الشهية بسبب الضغط النفسي.
  6. الإرهاق العام وقلة الطاقة، مما يؤثر على النشاط اليومي والإنتاجية.
  7. اضطرابات النوم التي تفاقم بدورها المشكلات الجسدية والنفسية.

طرق الوقاية وإدارة ضغط العمل

تعتمد الوقاية من ضغط العمل على تبني أسلوب حياة متوازن، وتنظيم المهام اليومية بطريقة تقلل من تراكم الضغوط، والاهتمام بالصحة النفسية والجسدية يساعد في بناء مقاومة أفضل للتوتر، ويضمن الاستمرارية في العمل دون الوصول لمرحلة الإرهاق.

  1. وضع خطة يومية واضحة وتحديد أولويات المهام لتجنب الفوضى.
  2. الاستراحة المتقطعة تساعد على تجديد الطاقة الذهنية والجسدية.
  3. ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقليل التوتر وتحسين المزاج.
  4. التوازن بين العمل والحياة عبر تخصيص وقت للعائلة والهوايات يخفف الضغط النفسي.
  5. التحدث مع مختص أو صديق موثوق يخفف من حدة الضغوط.
  6. تحسين بيئة العمل من خلال تقليل مصادر الضوضاء، تحسين الإضاءة، وتشجيع ثقافة العمل الإيجابية.
  7. تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل، التنفس العميق، أو اليوغا لخفض مستويات التوتر.

ضغط العمل المستمر قد يتحول من دافع للإنجاز إلى خطر يهدد الصحة النفسية والجسدية. الوعي بالأعراض واتباع استراتيجيات الوقاية يساهم في تقليل التأثيرات السلبية. لا تتردد في طلب الدعم المهني عند الحاجة، فالصحة النفسية أساس جودة الحياة.

الأسئلة الشائعة

ما هي الآثار السلبية لضغوط العمل؟

ضغوط العمل المستمرة تسبب القلق، والإرهاق، وضعف التركيز، واضطرابات النوم، كما تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والمناعة، وتؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وتأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية.

كيف أخفف من ضغط العمل؟

يمكن تخفيف ضغط العمل عبر تنظيم الوقت، وأخذ استراحات، وممارسة الرياضة، والتحدث مع أشخاص داعمين، كما تساعد تقنيات الاسترخاء والتوازن بين الحياة والعمل في تقليل التوتر والضغط النفسي.

مقالات ذات صلة

تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة

المصادر

https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/mental-health-at-work

https://nilohealth.com/blog/the-impact-of-work-on-mental-health

Select the fields to be shown. Others will be hidden. Drag and drop to rearrange the order.
  • Image
  • SKU
  • Rating
  • Price
  • Stock
  • Availability
  • Add to cart
  • Description
  • Content
  • Weight
  • Dimensions
  • Additional information
Click outside to hide the comparison bar
Compare