انعدام الدماغ عند الأجنة: الأسباب والمضاعفات وطرق الوقاية
انعدام الدماغ Anencephaly هو أحد أكثر العيوب الخلقية شدة وتأثيرًا على الجنين، ويُصنّف ضمن عيوب الأنبوب العصبي التي تحدث خلال المراحل المبكرة جدًا من الحمل؛ في هذا المقال اكتشف كل ما يجب معرفته حول هذه الحالة النادرة، بدءً من أسبابها وتشخيصها وطرق الوقاية الممكنة.
ما هو انعدام الدماغ Anencephaly؟
هو عيب خلقي خطير في نمو الجهاز العصبي المركزي، ويحدث عندما يفشل الأنبوب العصبي الذي يُكوّن لاحقًا الدماغ والحبل الشوكي في الانغلاق الكامل خلال الأسابيع الأولى من الحمل، وعادةً بين الأسبوعين الثالث والرابع، ونتيجة لذلك لا يتكوّن جزء كبير من الدماغ خصوصًا المخ والجمجمة بشكل طبيعي.
يولد الأطفال المصابون بانعدام الدماغ دون أجزاء أساسية من الدماغ والجمجمة، وغالبًا ما يكون ذلك مصحوبًا بغياب الوعي والقدرة على الإحساس أو التفكير، وتُعتبر هذه الحالة من أكثر العيوب الخلقية شدة، وهي غير قابلة للعلاج، وينتهي معظمها بالوفاة قبل أو بعد الولادة بفترة قصيرة.

أسباب انعدام الدماغ
رغم أن السبب الدقيق وراء حدوث انعدام الدماغ غير معروف في كثير من الحالات، إلا أن هناك عدة عوامل خطر قد تزيد من احتمال حدوثه؛ من أبرز هذه العوامل:
- عدم الحصول على كمية كافية من حمض الفوليك (فيتامين B9) قبل وأثناء الحمل يزيد بشكل كبير من خطر حدوث عيوب الأنبوب العصبي، ومنها انعدام الدماغ.
- وجود تاريخ عائلي لعيوب الأنبوب العصبي قد يرفع احتمال الإصابة لدى الأجنة في حالات الحمل التالية.
- النساء المصابات بالسكري من النوع الأول أو الثاني دون تحكم جيد بمستوى السكر أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بعيوب خلقية.
- السمنة قبل الحمل تُعدِ من عوامل الخطر المؤكدة لعيوب الأنبوب العصبي.
- التعرض لدرجات حرارة عالية مثل الحمامات الساخنة أو الحمى المرتفعة خلال الأسابيع الأولى من الحمل قد يؤثر سلبًا على تطور الأنبوب العصبي.
- بعض الأدوية مثل مضادات التشنجات أو التعرض للمواد الكيميائية السامة، وقد تؤثر على النمو الطبيعي للجنين.
- قد تكون الأعمار المتطرفة في الحمل مرتبطة بزيادة خطر العيوب الخلقية.
الأعراض الشائعة للإصابة بانعدام الدماغ
انعدام الدماغ يُصاحبه مجموعة من الأعراض الظاهرة والواضحة عند الولادة نظرًا لغياب أجزاء كبيرة من الدماغ والجمجمة، ومن أبرز هذه الأعراض:
- غياب الجزء العلوي من الجمجمة.
- نقص شديد أو غياب كامل في الدماغ الأمامي.
- تشوه في ملامح الرأس والوجه.
- عدم وجود وعي أو استجابة.
- صعوبات في التنفس أو الرضاعة.
- وفاة سريعة بعد الولادة.

تشخيص انعدام الدماغ
يمكن تشخيص انعدام الدماغ بسهولة نسبيًا خلال الحمل، وذلك من خلال الفحوصات التالية:
- الموجات فوق الصوتية (السونار): يُعدّ السونار الوسيلة الأساسية لتشخيص انعدام الدماغ، حيث يمكن للطبيب ملاحظة غياب أجزاء من الجمجمة والدماغ، وعادةً في نهاية الثلث الأول من الحمل أو خلال الثلث الثاني.
- اختبار ألفا فيتو بروتين (AFP): هو تحليل دم يُجرى للأم خلال الحمل، وارتفاع مستوياته قد يشير إلى وجود عيوب في الأنبوب العصبي مثل انعدام الدماغ.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم أحيانًا لتأكيد التشخيص وتقديم صورة أوضح لتفاصيل تطور دماغ الجنين.

طرق الوقاية من انعدام الدماغ
على الرغم أن انعدام الدماغ لا يمكن علاجه فإن الوقاية منه ممكنة في كثير من الحالات عبر اتباع بعض الإرشادات الصحية قبل وأثناء الحمل، وأهمها:
- يُنصح كل النساء في سن الإنجاب بتناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا قبل الحمل وخلال الأشهر الأولى منه، لأن هذا الفيتامين يلعب دورًا أساسيًا في تطور الأنبوب العصبي.
- في حال كانت الأم مصابة بالسكري يجب التحكم بمستويات السكر في الدم جيدًا قبل الحمل وخلاله لتقليل خطر العيوب الخلقية.
- السمنة قبل الحمل ترتبط بزيادة خطر عيوب الأنبوب العصبي، لذلك يُفضل الوصول إلى وزن مناسب قبل بدء الحمل.
- يُنصح بتجنب الحمامات الساخنة جدًا أو الإصابة بالحمى المرتفعة في الأسابيع الأولى من الحمل.
- يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أثناء الحمل خصوصًا أدوية الصرع أو المضادات الحيوية القوية.
- في حال وجود تاريخ عائلي لعيوب الأنبوب العصبي، قد يُنصح بإجراء استشارات وفحوصات وراثية قبل التخطيط للحمل.

انعدام الدماغ هو حالة مؤلمة لكل من العائلة والفريق الطبي، لكنه أيضًا تذكير بأهمية الرعاية الوقائية قبل الحمل، ورغم أن هذا العيب لا يمكن علاجه فإن الوقاية ممكنة وفعالة في تقليل خطر حدوثه بشكل كبير خاصةً عبر تناول حمض الفوليك في الوقت المناسب، ونشر الوعي حول هذا النوع من العيوب الخلقية قد يساعد في إنقاذ أرواح مستقبلية ويمنح الأمهات الفرصة للاستعداد لحمل صحي وسليم.
الأسئلة الشائعة
ما سبب انعدام الدماغ؟
يحدث انعدام الدماغ نتيجة فشل الأنبوب العصبي في الإغلاق خلال الأسابيع الأولى من الحمل، ويُعزى غالبًا إلى نقص حمض الفوليك أو عوامل وراثية وبيئية.
هل يمكن للإنسان العيش بدون مخ؟
لا، لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون المخ لأنه المسؤول الأول عن الوعي، والحركة، والحواس، والتنفس، وغيابه يؤدي لوفاة الجنين أو الطفل خلال وقت قصير.
ما هي أطول مدة يعيشها شخص مصاب بانعدام الدماغ؟
معظم الأطفال المصابين بانعدام الدماغ يموتون خلال ساعات أو أيام، ونادرًا قد يعيش البعض لعدة أسابيع لكن دون وعي أو استجابة والحالة غير قابلة للاستمرار.
ما هو علاج انعدام تلافيف الدماغ؟
لا يوجد علاج لانعدام تلافيف الدماغ، فهي حالة خلقية دائمة، ويركز الدعم على الرعاية الطبية والتأهيل لتحسين جودة الحياة قدر الإمكان مع متابعة مستمرة للحالة الصحية.
مقالات ذات صلة
- متى تتحول نزلة البرد إلى التهاب رئوي؟
- ما هي مخاطر انخفاض درجة الحرارة للجسم؟
- كيف تتجنّب آلام الرقبة والظهر أثناء العمل؟
- ما هو الفرق بين العقم الأولي والعقم الثانوي؟
- ما هي طرق الوقاية من التسمم الغذائي في المنزل؟
- دليلك للوقاية المبكرة من السكتة الدماغية
- إشارات يجب الانتباه إليها عند الإصابة بمرض السكري المبكر
- طرق الوقاية من الكوليسترول وأفضل طرق الحماية للقلب
- ما هو الفرق بين التوتر العادي والقلق المرضي
- أهم الأعراض التي تدل على تراجع الحالة الصحية لمرضى السرطان
تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة
المصادر
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15032-anencephaly