دليل شامل حول العصب المنضغط أو المقروص
Nada Ibrahim العصب المنضغط من الحالات الطبية الشائعة التي تحدث عندما تتعرض أعصاب الجسم لضغط زائد من الأنسجة المحيطة به، مثل العظام أو الغضاريف أو العضلات أو الأوتار، ورغم أن الكثيرين قد يعانون من هذه الحالة دون معرفة السبب، فإن فهم أعراضها وأسبابها يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر والعلاج الفعال.
ما هو العصب المنضغط؟
العصب المنضغط هو حالة تحدث عندما يتعرض أحد الأعصاب في الجسم لضغط مفرط من الأنسجة المحيطة به، مثل العظام أو العضلات أو الأوتار أو الغضاريف، وهذا الضغط يعوق قدرة العصب على أداء وظيفته بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض تشمل الألم، والتنميل، والوخز، وفي بعض الحالات ضعف العضلات.
يمكن أن يحدث انضغاط العصب في مناطق مختلفة من الجسم، لكن أكثر المواقع شيوعًا هي الرقبة، أسفل الظهر، واليدين، وفي حالات معينة قد ينتج عن انزلاق غضروفي أو تضيق في القناة الفقرية، ما يسبب ضغطًا على الأعصاب الخارجة من العمود الفقري.
أسباب الإصابة بالعصب المنضغط
تحدث الإصابة بالعصب المنضغط نتيجة وجود ضغط غير طبيعي ومستمر على العصب من قبل الأنسجة المجاورة له، وهذا الضغط قد ينتج عن عدة عوامل تتداخل في ما بينها، بعضها يرتبط بنمط الحياة اليومي، والبعض الآخر قد يكون نتيجة لحالات صحية مزمنة أو طارئة، إليك أبرز الأسباب المحتملة:
- القيام بحركات مكررة لفترات طويلة، سواء في العمل أو أثناء الرياضة قد يسبب تهيجًا وانضغاطًا للعصب.
- الوضعيات السيئة لفترات طويلة تؤثر على توزيع الضغط على العمود الفقري أو المفاصل، مما يضغط على الأعصاب المجاورة.
- عندما ينزلق أحد أقراص العمود الفقري من مكانه، يمكن أن يضغط على الأعصاب الخارجة من الحبل الشوكي.
- قد تؤدي التغيرات الناتجة عن التهاب المفاصل إلى تضيق في المساحات التي تمر بها الأعصاب.
- التعرض لإصابة مباشرة أو كسر في العظام قد يغير من مكان النسيج المحيط بالعصب، فيؤدي إلى الضغط عليه.
- الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على المفاصل والعمود الفقري، مما يزيد من خطر انضغاط الأعصاب.
- التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن خلال الحمل قد تسبب ضغطًا على بعض الأعصاب خاصةً في منطقة الحوض وأسفل الظهر.
أعراض العصب المنضغط
تختلف أعراض العصب المنضغط باختلاف موقع العصب المصاب وشدة الضغط عليه، وقد تظهر الأعراض بشكل مفاجئ أو تدريجي، وتتراوح من خفيفة إلى مزعجة ومؤثرة على الحركة؛ إليك أبرز الأعراض الشائعة:
- ألم حاد أو حارق في منطقة العصب
- تنميل أو خدر في الأطراف
- وخز أو شعور بشكشكة
- ضعف في العضلات المرتبطة بالعصب
- شعور بثقل أو تيبّس في المنطقة المصابة
- تفاقم الألم عند تحريك الرقبة أو الظهر
- الإحساس بأن الطرف المصاب ينام أو يفقد الإحساس
- صعوبة في التحكم ببعض الحركات الدقيقة
- شعور بعدم الاستقرار أو التوازن في بعض الحالات
كيفية تشخيص العصب المقروص أو المنضغط
يعتمد تشخيص العصب المنضغط على الجمع بين الأعراض التي يعاني منها المريض والفحوصات السريرية والتقنية التي تساعد على تحديد مكان الانضغاط وشدته، ويُجري الطبيب تقييمًا دقيقًا لتحديد مصدر المشكلة واقتراح العلاج المناسب، وتشمل طرق التشخيص ما يلي:
- يبدأ الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي للمريض وسؤاله عن طبيعة الأعراض، مثل موقع الألم، ومدته، وهل يزداد مع حركات معينة، ثم يُجري فحصًا بدنيًا لتحديد موضع الألم والتنميل أو الضعف العضلي.
- يتم اختبار ردود فعل الأعصاب، وقوة العضلات، وقدرة المريض على الحركة، مما يساعد في تحديد العصب المصاب بدقة.
- تخطيط الأعصاب يقيس هذا الاختبار سرعة الإشارات الكهربائية التي تمر عبر الأعصاب، أي بطء في التوصيل يشير إلى وجود انضغاط أو تلف عصبي.
- يُستخدم لتقييم نشاط العضلات واكتشاف ما إذا كانت العضلات تتلقى الإشارات العصبية بشكل طبيعي، ويساعد في تحديد مكان العصب المضغوط.
- التصوير بالرنين المغناطيسي يُظهر صورًا تفصيلية للأنسجة الرخوة مثل الأعصاب والغضاريف، ويساعد في الكشف عن الانزلاق الغضروفي أو التضيق الذي قد يسبب الضغط على العصب.
- الأشعة السينية تُستخدم للكشف عن مشاكل العظام مثل الكسور أو التغيرات في العمود الفقري التي قد تضغط على الأعصاب.
- التصوير المقطعي المحوسب يعطي صورًا مقطعية دقيقة للعظام والأنسجة، ويُستخدم عند الحاجة لتفاصيل إضافية يصعب رؤيتها في الأشعة العادية.
- اختبارات الدم تُجرى لاستبعاد وجود أمراض التهابية أو حالات أخرى مثل السكري أو أمراض المناعة الذاتية التي قد تسبّب أعراضًا مشابهة.
طرق علاج العصب المنضغط
يعتمد علاج العصب المنضغط على شدة الحالة ومكان الإصابة، ويبدأ عادةً بالعلاجات التحفظية التي تساعد على تخفيف الضغط وتقليل الأعراض، وفي الحالات المتقدمة أو المزمنة قد يكون التدخل الطبي أو الجراحي ضروريًا؛ إليك أبرز طرق العلاج:
العلاجات غير الجراحية
- الراحة وتجنب الحركات المسببة للألم لتقليل الأنشطة التي تؤدي إلى الضغط على العصب المصاب ومنح الجسم فرصة للتعافي الطبيعي.
- العلاج الطبيعي يشمل تمارين تقوية وتمدد لتحسين المرونة وتقليل الضغط على العصب مع تصحيح وضعية الجسم.
- الأدوية المضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين لتقليل الالتهاب وتسكين الألم الناتج عن انضغاط العصب.
- الكمادات الباردة أو الدافئة تُستخدم للمساعدة في تقليل التورم أو تخفيف التشنجات العضلية المحيطة بالعصب.
- الدعامات أو الجبائر تُستخدم في حالات مثل متلازمة النفق الرسغي، حيث تُثبّت المعصم في وضعية مريحة لتقليل الضغط على العصب.
- حقن الكورتيزون تُستخدم لتخفيف الالتهاب حول العصب في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي.
العلاجات الجراحية
- الجراحة لتحرير العصب يُلجأ إليها في الحالات الشديدة أو إذا استمرت الأعراض لأكثر من عدة أسابيع دون تحسن، وتهدف الجراحة إلى إزالة مصدر الضغط، مثل جزء من القرص الغضروفي أو النسيج الضاغط.
- تصحيح المشاكل الهيكلية، في بعض الحالات قد تكون هناك حاجة لتقويم أو تثبيت فقرات العمود الفقري أو إزالة جزء من العظم لتخفيف الضغط المزمن.
نصائح للوقاية من العصب المنضغط
الوقاية من العصب المنضغط تبدأ باعتماد نمط حياة صحي وتجنّب العوامل التي تضع ضغطًا مفرطًا على الأعصاب؛ إليك أهم النصائح الوقائية:
- الحفاظ على وضعية جسم صحيحة أثناء الجلوس أو الوقوف.
- تجنّب الجلوس لفترات طويلة دون حركة أو تغيير في الوضعية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خصوصًا تمارين تقوية الظهر والرقبة.
- تجنّب الحركات المتكررة التي تجهد المفاصل والأعصاب.
- رفع الأشياء بطريقة صحيحة باستخدام الساقين وليس الظهر.
- المحافظة على وزن صحي لتقليل الضغط على العمود الفقري والمفاصل.
- استخدام أدوات مريحة في العمل مثل الكراسي الداعمة ولوحات المفاتيح المريحة.
- أخذ فترات راحة منتظمة أثناء العمل البدني أو المكتبي.
- ارتداء أحذية مريحة تدعم استقامة الجسم.
- الاهتمام بمرونة الجسم من خلال تمارين التمدد اليومية.
العصب المنضغط ليس بالضرورة حالة خطيرة، لكنه قد يؤثر بشكل ملحوظ على جودة حياتك اليومية إذا تُرك دون علاج، والتعرف المبكر على الأعراض، والسعي إلى التقييم الطبي، واتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من احتمالية تطوره أو تكراره؛ احرص دائمًا على الاستماع إلى جسدك، وامنحه الراحة والدعم اللازم لتعيش بصحة وعافية بعيدًا عن الآلام المزمنة.
الأسئلة الشائعة
كيف أعالج الضغط على العصب؟
لعلاج الضغط على العصب يُنصح بالراحة، والعلاج الطبيعي، واستخدام الأدوية المضادة للالتهاب، بالإضافة إلى الكمادات الباردة أو الدافئة، وفي الحالات الشديدة قد يتطلب الأمر العلاج الجراحي لإزالة الضغط.
ما هي أعراض ضغط الفقرات على العصب؟
أعراض ضغط الفقرات على العصب تشمل ألمًا حادًا في الظهر أو الرقبة، وتنميلًا أو خدرًا في الأطراف، وضعفًا عضليًا، وشعورًا بالوخز، وقد يزيد الألم مع الحركة أو الضغط.
ما هي التمارين التي تساعد في علاج العصب المنضغط؟
تمارين التمدد والتقوية مثل تمارين تقوية عضلات الظهر، واليوغا، وتمارين الإطالة للرقبة والظهر تساعد في تخفيف الضغط على العصب المنضغط وتحسين المرونة وتقوية العضلات الداعمة.
مقالات ذات صلة
- دليل شامل حول التقلب العاطفي واضطراب المزاج الدوري
- دليل شامل حول العصب المنضغط أو المقروص
- دليل شامل حول عسر النطق والتلفظ
- دليل شامل حول فرط النوم بدون أسباب واضحة
- ما هي الحمى النزفية، وأعراضها، وأسبابها، وطرق العلاج
- دليلك الشامل حول مرض النسيان العابر
- دليلك الشامل حول Chondrocalcinosis
- أهم الأسباب والأعراض وطرق العلاج الحديثة لفقدان التركيز
- دليلك الشامل حول متلازمة السرطاوية وأبرز أعراضها
- دليل شامل حول عيوب القلب الخلقية عند الأطفال
تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة
المصادر
https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/pinched-nerve/symptoms-causes/syc-20354746
