السحار القطني | الأسباب، والأعراض، والعلاج

يُعد السحار القطني (Byssinosis) من الأمراض المهنية الصامتة التي تصيب الجهاز التنفسي، ويشيع بشكل خاص بين العاملين في صناعة الغزل والنسيج نتيجة استنشاق غبار القطن على مدى فترات طويلة، وعلى الرغم من خطورته إلا أن الكثيرين لا يدركون وجود هذا المرض أو يتجاهلون أعراضه المبكرة؛ تابع لاكتشاف كل ما يتعلّق بالسحار القطني.

ما هو السحار القطني Byssinosis؟

السحار القطني (Byssinosis) هو مرض رئوي مزمن يُصنّف ضمن الأمراض المهنية التي تصيب الجهاز التنفسي نتيجة التعرض الطويل لغبار القطن أو المواد العضوية الملوثة به، ويشيع بشكل خاص بين العاملين في مصانع الغزل والنسيج، ويحدث هذا المرض نتيجة استنشاق جزيئات دقيقة من غبار القطن تتراكم داخل الرئتين، مما يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وحدوث التهابات مزمنة تعيق التنفس تدريجيًا.

أسباب الإصابة بالسحار القطني

يُصاب الإنسان بالسحار القطني نتيجة التعرض المزمن لغبار القطن الذي يحتوي على جزيئات عضوية دقيقة وملوثات قد تهيّج الجهاز التنفسي، وهذا الغبار يتولد أثناء عمليات الغزل، النسج، أو تجهيز القطن في المصانع، وقد يؤدي إلى التهابات في الشعب الهوائية وتضيقها بمرور الوقت.

الاستنشاق المتكرر لغبار القطن في بيئات العمل دون وجود تهوية مناسبة.
العمل في مصانع الغزل والنسيج أو أي منشأة تتعامل مع القطن الخام أو المعالج.
عدم استخدام أدوات الحماية الشخصية مثل الكمامات أو الفلاتر الواقية من الجزيئات الدقيقة.
سوء صيانة أنظمة التهوية مما يسمح بتراكم الغبار في الهواء لفترات طويلة.
العمل لساعات طويلة في بيئة ملوثة دون فترات استراحة كافية أو فحوصات وقائية منتظمة.
التعرض المشترك مع عوامل أخرى مثل دخان السجائر أو التلوث الصناعي، مما يزيد من خطر تطور الأعراض.

اقرأ أيضا عن أسباب الربو القصبي

أعراض السحار القطني

تظهر أعراض السحار القطني بشكل تدريجي، وغالبًا ما تكون خفيفة في البداية ثم تتفاقم مع استمرار التعرض لغبار القطن، وفي المراحل المبكرة قد يلاحظ العاملون أعراضًا تنفسية في بداية الأسبوع العملي وتتحسن خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن مع الوقت، قد تصبح الأعراض دائمة وأكثر حدة، ومن أبرزها:

ضيق في التنفس خاصةً عند بذل مجهود أو في بداية الأسبوع العملي.
سعال جاف أو مصحوب ببلغم يتكرر يوميًا وقد يزداد ليلًا.
صفير في الصدر نتيجة تضيق الشعب الهوائية.
إحساس بالاحتقان أو الضغط في الصدر.
تدهور تدريجي في القدرة على التنفس بعمق.
الإجهاد السريع عند الحركة أو العمل البدني.

طرق تشخيص السحار القطني

يعتمد تشخيص السحار القطني على الربط بين الأعراض التنفسية والتاريخ المهني للمريض، وخاصةً إذا كان يعمل في بيئة تحتوي على غبار القطن، ويشمل التشخيص عدة خطوات تهدف إلى تقييم وظائف الرئة واستبعاد أمراض تنفسية أخرى مشابهة.

أخذ التاريخ المهني المفصل، ويشمل طبيعة العمل مدة التعرض لغبار القطن، والأعراض المرتبطة بالأيام أو الأسابيع.
الفحص السريري، حيث يُستمع إلى الصدر لرصد أي أصوات غير طبيعية كالصَفير أو الخشخشة أثناء التنفس.
اختبارات وظائف الرئة لقياس كمية الهواء الذي يستطيع المريض إخراجه من رئتيه وسرعة خروجه، ويمكن أن تكشف عن وجود انسداد في الشعب الهوائية.
اختبار قياس ذروة الجريان الهوائي يُستخدم لمراقبة تغير وظائف التنفس خلال أيام الأسبوع، وقد يُظهر انخفاضًا في بداية الأسبوع وتحسنًا في نهايته، وهو مؤشر مميز للسحار القطني.
الأشعة السينية على الصدر أو الأشعة المقطعية قد لا تُظهر تغيّرات واضحة في المراحل المبكرة، لكنها تُستخدم لاستبعاد أمراض رئوية أخرى.
اختبارات تحسسية للتفرقة بين السحار القطني وأمراض تنفسية ناتجة عن ردود فعل تحسسية مثل الربو المهني.

خيارات العلاج المتاحة للسحار القطني

لا يوجد علاج نهائي للسحار القطني، لكن السيطرة على الأعراض والوقاية من تفاقم المرض أمر ممكن إذا تم التدخل في الوقت المناسب، ويعتمد العلاج بشكل أساسي على الابتعاد عن مصدر الغبار وتحسين بيئة العمل، إلى جانب استخدام بعض العلاجات الدوائية والداعمة حسب شدة الحالة.

الابتعاد عن التعرض لغبار القطن هو أول وأهم خطوة. قد يشمل ذلك تغيير موقع العمل أو تعديل بيئة العمل باستخدام أدوات الحماية والتهوية الجيدة.
الأدوية الموسعة للشعب الهوائية مثل بخاخات السالبوتامول، لتخفيف أعراض ضيق التنفس وتحسين تدفق الهواء في الشعب الهوائية.
الستيرويدات الاستنشاقية تُستخدم في بعض الحالات لتقليل الالتهاب داخل الرئتين إذا كانت الأعراض شديدة أو مزمنة.
العلاج الفيزيائي التنفسي يشمل تمارين التنفس وتقنيات تصريف الإفرازات الرئوية لتحسين كفاءة الرئة.
الأوكسجين المنزلي يُعطى في الحالات المتقدمة التي تعاني من نقص تشبع الأوكسجين في الدم أثناء الراحة أو الجهد.

نصائح للوقاية من السحار القطني

تبدأ الوقاية من السحار القطني بالوعي بمخاطره واتباع إجراءات السلامة داخل بيئة العمل، وبما أن هذا المرض مرتبط بالتعرض المهني لغبار القطن فإن اتخاذ تدابير وقائية مبكرة يمكن أن يقلل بشكل كبير من فرص الإصابة أو تطور الأعراض.

تحسين التهوية في أماكن العمل لضمان تقليل تركيز الغبار في الهواء.
ارتداء الكمامات الواقية المناسبة التي تمنع استنشاق الجزيئات الدقيقة من غبار القطن.
الصيانة الدورية للآلات لتقليل انبعاث الغبار أثناء التشغيل.
تنظيف بيئة العمل بشكل منتظم باستخدام وسائل رطبة أو مكنسة صناعية بدلاً من الكنس الجاف الذي يثير الغبار.
تقليل ساعات التعرض المباشر للغبار وتدوير العمال بين المهام لتقليل فترات التعرّض.
إجراء فحوصات طبية دورية للعاملين لاكتشاف أي تغيرات في وظائف الرئة مبكرًا.
توفير برامج توعية للعاملين حول مخاطر المرض وطرق الوقاية منه.
الإقلاع عن التدخين لتقليل العبء الإضافي على الجهاز التنفسي.
اتباع قوانين السلامة والصحة المهنية التي تفرضها جهات الرقابة.

السحار القطني مرض يمكن الوقاية منه إذا ما تم الالتزام بإجراءات السلامة في بيئات العمل، والحرص على استخدام وسائل الحماية الشخصية المناسبة، بالإضافة إلى الفحص الدوري للكشف المبكر عن أية أعراض تنفسية، ونشر الوعي بين العاملين وأرباب العمل، وتطبيق القوانين التي تنظم بيئة العمل، قد يكون الفارق بين حياة صحية وحياة مليئة بالمعاناة التنفسية.

الأسئلة الشائعة

ما هو مرض السحار السيليسي؟

مرض السحار السيليسي هو مرض رئوي مزمن ناتج عن استنشاق غبار السيليكا، ويسبب تليف الرئة وتدهور وظائف التنفس، ويصيب عمال التعدين والبناء بشكل خاص.

ما هو غبار القطن؟

غبار القطن هو جزيئات دقيقة تنتج أثناء معالجة القطن في المصانع، تسبب تهيج الجهاز التنفسي عند استنشاقها، وتُعتبر العامل الرئيسي المسبب لمرض السحار القطني بين العمال.

تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة

المصادر

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK519549/

https://medlineplus.gov/ency/article/001089.htm

https://www.healthline.com/health/byssinosis

مدونة

السحار القطني: مرض رئوي صامت يهدد حياة عمال المصانع