مدونة

ما هي أنواع المضادات الحيوية وكيفية استخدامها؟

أنواع المضادات الحيوية
أدوية

ما هي أنواع المضادات الحيوية وكيفية استخدامها؟

المضادات الحيوية من أهم إنجازات الطب الحديث، إذ ساهمت في علاج أمراض كانت قاتلة في الماضي، لكن ليس جميع المضادات الحيوية تعمل بالطريقة نفسها، فهناك أنواع متعددة تختلف في آلية عملها واستخدامها. اكتشف أهم أنواع المضادات الحيوية وأمثلتها ودورها في مقاومة العدوى.

ما هي المضادات الحيوية؟

المضادات الحيوية هي أدوية مخصّصة لعلاج العدوى البكتيرية فقط، إذ تعمل على قتل البكتيريا أو منع نموها داخل الجسم، وتُستخدم لعلاج أمراض مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الحلق البكتيري، لكنها لا تنفع ضد الفيروسات، ويجب استعمالها بوصفة طبية لتجنب المقاومة البكتيرية والأضرار الجانبية.

تصنيف المضادات الحيوية حسب آلية العمل

يُعدّ تصنيف المضادات الحيوية حسب آلية عملها من أهم الأسس لفهم كيفية تأثيرها على البكتيريا واختيار الدواء المناسب لكل عدوى، فكل مجموعة تعمل بطريقة مختلفة تستهدف جزءًا محددًا داخل الخلية البكتيرية، سواء جدارها أو بروتيناتها أو حمضها النووي أو عملياتها الحيوية الأساسية.

مضادات حيوية تؤثر على جدار الخلية

تعمل هذه المضادات على إضعاف جدار الخلية البكتيرية الذي يحافظ على تماسكها، فتفقد البكتيريا قدرتها على البقاء وتنقسم بسهولة حتى تموت، ومن أمثلتها البنسلين والسيفالوسبورين، وتُستخدم لعلاج العدوى الجلدية، والالتهاب الرئوي، والتهابات اللوزتين الناتجة عن البكتيريا موجبة الجرام الحساسة لهذه الأدوية.

مضادات حيوية تؤثر على تصنيع البروتين

تستهدف هذه المضادات وحدات الريبوسوم داخل الخلية البكتيرية فتمنع إنتاج البروتينات الضرورية لنموها واستمرارها، ومن أبرز أمثلتها التتراسيكلين والماكرولايدات، وتُستخدم لعلاج التهابات الجهاز التنفسي والأذن والجلد، ويختلف تأثيرها بين إيقاف النمو البكتيري أو القضاء الكامل عليها تبعًا لنوع الدواء والجرعة.

مضادات حيوية تؤثر على الحمض النووي (DNA)

تعطّل هذه المضادات إنزيمات البكتيريا المسؤولة عن نسخ الحمض النووي وإصلاحه، مما يمنعها من الانقسام ويؤدي لموتها تدريجيًا، ومن أشهر أمثلتها الكينولونات مثل السيبروفلوكساسين والليفوفلوكساسين، وتُستخدم هذه الأدوية في علاج التهابات الجهاز البولي والهضمي والتنفسي وبعض أنواع العدوى المقاومة للمضادات الحيوية الأخرى.

مضادات حيوية تؤثر على استقلاب الخلية

تمنع هذه المضادات تكوين مواد ضرورية داخل الخلية البكتيرية مثل حمض الفوليك اللازم لتكاثرها ونموها، مما يؤدي إلى توقف نشاطها وموتها تدريجيًا، مثل: السلفوناميدات والتريميثوبريم، وتُستخدم في علاج التهابات المسالك البولية وبعض التهابات الأمعاء والعدوى البكتيرية المزمنة الحساسة لها.

أنواع المضادات الحيوية الشائعة وأمثلتها

تتنوّع المضادات الحيوية في تركيبها وآلية عملها لتناسب أنواع العدوى المختلفة، ومن أبرز المجموعات المستخدمة طبيًا: البنسلينات، السيفالوسبورينات، الماكرولايدات، التتراسيكلين، الكينولونات، والأمينوغليكوزيدات. يقوم الطبيب بتحديد النوع الأنسب بناءً على نوع البكتيريا المسببة وشدة العدوى لضمان فعالية العلاج وتجنب المقاومة البكتيرية.

البنسلينات (Penicillins)

تُعتبر البنسلينات أول فئة طُورت من المضادات الحيوية، وتعمل على تدمير جدار الخلية البكتيرية، وتُستخدم لعلاج التهابات الجهاز التنفسي، واللوزتين، والجلد، والتهابات الأذن الوسطى، مثل: الأموكسيسيلين والبنزاثين بنسلين، وتُعدّ آمنة نسبيًا لكنها قد تسبب حساسية لدى بعض المرضى.

السيفالوسبورينات (Cephalosporins)

تشبه السيفالوسبورينات في تركيبها البنسلينات لكنها أوسع طيفًا وأكثر فعالية ضد أنواع متعددة من البكتيريا، وتُستخدم لعلاج التهابات الجهاز التنفسي والمسالك البولية والجلد، ومن أمثلتها سيفالكسين وسيفترياكسون، وهي خيارًا بديلًا للمرضى الذين يعانون من حساسية تجاه البنسلين، وتتميز بقدرتها العالية على مقاومة الإنزيمات البكتيرية.

الماكرولايدات (Macrolides)

تعمل الماكرولايدات على تثبيط تصنيع البروتين داخل الخلايا البكتيرية، مما يوقف نموها وتكاثرها، وتُستخدم لعلاج التهابات الجهاز التنفسي، والجيوب الأنفية، والأذن، والجلد، مثل: الإريثرومايسين والأزيثرومايسين. تُعدّ بديلاً آمنًا في حالات الحساسية من البنسلين، وتتميّز بفاعليتها ضد البكتيريا داخل الخلايا.

التتراسيكلين (Tetracyclines)

تُعيق التتراسيكلينات إنتاج البروتين داخل البكتيريا، مما يمنعها من النمو، وتُستخدم لعلاج حب الشباب، والتهابات الجهاز التنفسي، وبعض العدوى المنقولة جنسيًا، ومن أمثلتها الدوكسيسيكلين والتتراسيكلين. لا يُنصح باستخدامها للأطفال أو الحوامل، لأنها قد تؤثّر على نمو العظام وتُسبب تصبغ الأسنان.

الكينولونات (Quinolones)

تعمل الكينولونات على تعطيل إنزيمات مسؤولة عن نسخ الحمض النووي داخل البكتيريا، مما يؤدي إلى موتها، وتُستخدم لعلاج التهابات المسالك البولية، والجهاز الهضمي، وبعض التهابات الجهاز التنفسي، ومنها السيبروفلوكساسين والليفوفلوكساسين، لكن يجب استخدامها بحذر لتجنب مقاومة البكتيريا والآثار الجانبية المحتملة.

مخاطر استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية

استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية من أكثر الأخطاء شيوعًا التي تهدّد فعالية العلاج وتزيد خطر مقاومة البكتيريا للأدوية، فعدم التشخيص الدقيق واختيار نوع أو جرعة غير مناسبة قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، ويضعف مناعة الجسم ويؤثر سلبًا على البكتيريا النافعة، وتشمل أبرز مخاطر استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية:

  1. اضطراب توازن البكتيريا النافعة في الجسم.
  2. زيادة احتمالية الحساسية أو التفاعلات الجانبية.
  3. ظهور مقاومة بكتيرية يصعب علاجها مستقبلًا.
  4. فشل العلاج بسبب استخدام نوع غير مناسب للعدوى.
  5. التأثير السلبي على الكبد والكلى عند الإفراط في الاستخدام.

نصائح لضمان فعالية المضادات الحيوية

لضمان فعالية المضادات الحيوية وتجنب تطور مقاومة البكتيريا يجب الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم التهاون في طريقة استخدامها، فالعلاج الصحيح لا يعتمد فقط على الدواء، بل على الالتزام بالجرعة والمدة المناسبة، مما يضمن القضاء الكامل على البكتيريا ويمنع تكرار العدوى أو ضعف الاستجابة المستقبلية.

  1. يجب تناول كل جرعة في وقتها المحدد بدقة، لأن التأخير أو النسيان يؤدي إلى انخفاض تركيز الدواء في الدم، مما يسمح للبكتيريا بالعودة للنمو مجددًا وتقليل فاعلية العلاج.
  2. إمن الضروري الاستمرار في تناول الدواء حتى نهاية المدة المحددة، لأن إيقاف العلاج مبكرًا قد يترك بكتيريا حية تسبب انتكاسًا أو مقاومة مستقبلية للمضاد الحيوي.
  3. عدم استخدام مضاد متبقٍ من علاج سابق، حيث تختلف العدوى من حالة لأخرى، وقد لا يكون المضاد السابق مناسبًا للحالة الجديدة.
  4. عدم مشاركة الدواء مع الآخرين مشاركة المضادات الحيوية خطأ شائع، لأن نوع العدوى قد يختلف بين الأشخاص، وتناول دواء غير مناسب يسبب آثارًا جانبية ويزيد خطر مقاومة البكتيريا للعلاج.
  5. شرب كميات كافية من الماء يساعد الماء في امتصاص الدواء والتقليل من تأثيره على الكلى والمعدة، كما يساهم في التخلص من السموم الناتجة عن البكتيريا الميتة أثناء العلاج.
  6. مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض جانبية في حال حدوث طفح جلدي، أو دوار، أو اضطرابات في المعدة لتقييم الحالة، فقد تستدعي استبدال الدواء أو تعديل الجرعة لضمان سلامة العلاج.

يساعد فهم أنواع المضادات الحيوية في استخدامها بشكل آمن وفعال لأن لكل نوع آلية عمل مختلفة تناسب حالات محددة. لذلك يجب الاعتماد على تشخيص الطبيب قبل تناول أي مضاد حيوي، لتجنب المضاعفات ومقاومة البكتيريا، وضمان تحقيق أفضل نتائج علاجية دون أضرار جانبية.

الأسئلة الشائعة

كم عدد مجموعات المضادات الحيوية؟

تنقسم المضادات الحيوية إلى عدة مجموعات رئيسية تُقدر بحوالي ست فئات أساسية، تختلف في تركيبها الكيميائي وآلية عملها، وتشمل البنسلينات، السيفالوسبورينات، الماكرولايدات، التتراسيكلين، الكينولونات، والأمينوغليكوزيدات.

ما هي أسماء بعض أنواع المضادات الحيوية؟

من أبرز أنواع المضادات الحيوية المستخدمة طبيًا: أموكسيسيلين، أزيثروميسين، سيفالكسين، دوكسيسيكلين، سيبروفلوكساسين، وجنتامايسين، وكل منها يُستخدم لعلاج نوع محدد من العدوى البكتيرية وفق تشخيص الطبيب.

ما هو الفرق بين أنواع المضادات الحيوية؟

يختلف كل نوع من المضادات الحيوية في طريقة تأثيره على البكتيريا، فبعضها يهاجم جدار الخلية، وبعضها يمنع إنتاج البروتين، بينما يستهدف آخر الحمض النووي البكتيري.

مقالات ذات صلة

تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة

المصادر

https://www.drugs.com/article/antibiotics.html

https://www.bupa.co.uk/health-information/surgery-and-procedures/antibiotics

https://www.ebsco.com/research-starters/health-and-medicine/types-antibiotics

Select the fields to be shown. Others will be hidden. Drag and drop to rearrange the order.
  • Image
  • SKU
  • Rating
  • Price
  • Stock
  • Availability
  • Add to cart
  • Description
  • Content
  • Weight
  • Dimensions
  • Additional information
Click outside to hide the comparison bar
Compare